ع الطاير
غريب جداً أن تجد أطفال الحضانة والبيبى كلاس وكى جى 1 أو2 عليهم هوم ورك، وغريب جداً أن كل الأهالى تقريباً يعنفون أطفالهم إذا لعبوا وحتى عندما يكبر الأبناء قليلاً ويعرفون الإنترنت والموبايل والألعاب الإلكترونية تتعالى صرخات الآباء والأمهات سيب الزفت ده وقوم اعمل الهوم ورك، وعندما يصبحون فى مرحلة ثانوى أو جامعة يستمر الآباء والأمهات فى ملاحقتهم وتوبيخهم إذا لعبوا كرة أو لعبوا على الكمبيوتر أو الموبايل وكأن اللعب جريمة.
ورغم أن أهم شاب فى مصر حالياً هو اللاعب الدولى محمد صلاح إلا أن النظر إلى اللعب لم يتغير، ورغم أن أهم أبواب الفلوس الكتير أصبح اللعب واختراع وابتكار ألعاب الكمبيوتر إلا أنه لا أحد فى مصر يشجع اللعب إلا الشيطان فى الأغنية الشهيرة بتاع أوكا وأورتيجا قاعد لوحدك الشيطان يوزك يفضل يقول لك العب يالا.
والحقيقة أن الثقافة يجب أن تتغير، وأن تكاتف جهود الحكومة والأسرة والمجتمع لإرساء أنماط جديدة من الثقافة والتعليم واللعب ومن هنا أدعو الآباء والأمهات وخبراء التربية والتعليم ووزير التعليم ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن يرفعوا شعار العب يا لا فلو أن لدينا شاباً واحداً عبقرياً استطاع أن يخترع لعبة ما وحققت نجاحاً وانتشاراً لحقق لنفسه ولأسرته ودولته مصر ملايين بل مليارات الدولارات هكذا أصبحت الدنيا وانظروا إلى العالم كله يتغير ولم تعد طريقة حفظ الدروس وتسميعها تحقق أى تنمية بشرية ولكنها فى الحقيقة جرائم ترتكب فى حق الأجيال القادمة أن نسعى إلى صبهم فى نفس القوالب التى صبنا أباؤنا وأجدادنا فيها على طريقة هذا ما ألفينا عليه آباءنا.
أرجو من الإعلام والمسئولين عن التعليم فى مصر أن يكون اللعب أهم شىء فى الحياة الدراسية للأطفال، وأرجو من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن تنظم مجموعات كشفية فى جميع أنحاء البلاد للكشف عن العباقرة من الأطفال فى المدارس وأيضاً فى الجامعات وإعداد جيل من المبتكرين والمخترعين حتى لو فى مجال اختراع ألعاب إلكترونية فقد أصبح اقتصاد المعرفة أهم كثيراً من العمل الشاق والعالم كله الآن يعمل بذكاء وليس بشقاء