رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لو أنصف العرب لأعلنوا أن القمم العربية التى تعقد سنويا لم تعد لها أية فائدة ولهذا آن الأوان لإسدال الستار عليها توفيراً للوقت والجهد، وتوفيراً لما يتطلبه عقدها من أموال تصرف على استضافة الزعماء وممثليهم. ولأن الاعتراف بالحق فضيلة فسيحسب هذا الإعلان لهم فى سجل حسناتهم. وعليه نقول إن القمة العربية التى تستضيفها السعودية والتى أرجئت إلى الخامس عشر من أبريل الجارى لن تكون بذى جدوى فيما إذا عقدت لا سيما مع التطورات والأزمات التى تمر بها الدول العربية بما فيها تردى العلاقات بين بعضها وبعض والتى أصبح معها حال العرب مأساوياً يدعو إلى الرثاء. آن الأوان لكى ندرك أمراً مفاده أنه ولكى تعقد القمة العربية لابد أولاً من إنهاء الأزمات الكثيرة التى تجابهها المنطقة من خلال مشروعات يتم تبنيها خصيصاً من أجل ذلك. لقد تحول العرب إلى لقمة سائغة، وغدت ساحات دولهم مرتعاً لتمركز قوى دولية تتنافس على النفوذ بعد أن تم تهميش دور النظام العربى بحيث لم يعد له فى الأساس أى دور فاعل، فكل ما يجرى هو رفع للشعارات دون أن يكون لها أى تفعيل على أرض الواقع. وسيستمر الحال على هذا المنوال وبالتالى سيكون الغد مليئاً بالثغرات والمشاكل والتناقضات بين المصالح والأقوال وبين القدرات.

مفارقات كثيرة تجرى فى الساحات العربية ازدادت معها الأزمات وتبددت أمامها القدرات العربية تجاه الحفاظ على الأمن القومى للعالم العربى. اندفع كل فى طريق منفصل عن الآخرين لتعزيز التحالفات مع الخصوم والدول التى لا تريد الخير للمنطقة. ضاعت القضية الفلسطينية أمامنا ولم نحرك ساكناً ليصب هذا فى صالح الكيان الصهيونى وفرضه عنوة كحليف للعرب. شجع على هذا المسار إدارة ترامب التى تحاول دفع الأمور صوب تعزيز مصالحها ومصالح إسرائيل. ساعد على هذا التغييرات الطفرية التى جاءت بأكثر الرموز الأمريكية تشدداً مثل الجنرال «مايك بومبيو» الذى حل محل «تيلرسون» ومثل «جون بولتون» اليمينى المتشدد الذى بات مستشاراً للأمن القومى وكلاهما ضد الاتفاق النووى مع إيران. بل إن جون بولتون يضمر الإطاحة بالنظام الإيرانى عبر القوة العسكرية وتساوره النية فى الحرب ضد كوريا الشمالية.

لقد ازدادت الصورة قتامة بعد أن قام ترامب باستقطاب قادة التطرف والعدوانية فى إدارته ليعكس استراتيجية تقوم على بث الرعب وشحن الأجواء بالمخاوف لجلب أكبر عدد ممكن من المكاسب من الحلفاء العرب. استراتيجية تتبنى البلطجة وتدفع بالأوضاع نحو حافة الحرب، مع استمرار سياسة ضرب الاستقرار فى الساحة العربية من خلال دعم عصابات الإرهاب لوجستياً ومالياً وتسليحياً. وتتصاعد المخاوف اليوم مع توجه جون بولتون نحو رص الصفوف لشن عدوان على إيران وتشكيل تحالف تشارك فيه دول عربية لخوض هذه الحرب ليتم بالتبعية إسقاط الملف الفلسطينى من الاعتبار.