رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جون بولتون أحد صقور الحزب الجمهورى المتشددين؛ الذكى القادر على الدفاع عن أفكاره؛ القادم إلى منصب مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى بدلا من هربرت ماكماستر. المتمتع بمؤهلات استثنائية لشغل هذا المنصب، وبالتالى لن تحدث تسربيات بعد اليوم من مجلس الأمن القومى؛ الأكثر عدوانية ووقاحة بين الدبلوماسيين الأمريكيين فى القرن الحادى والعشرين. أحد أسوأ الأخطاء المرتكبة من قبل الرئيس ترامب. المتبنى استراتيجية الحروب الوقائية لحماية الأمن القومى الأمريكى؛ والداعى لاستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران؛ فلقد كشف شأوول موفاز رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الأسبق، النقاب عن أن جون بولتون أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية، بغطاء دولى تدعمه واشنطن.

 جون بولتون صاحب مقولة «القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووى الإيراني». عاشق الحروب؛ وأحد النشطاء الذين كانوا وراء قرار غزو العراق. أحد المحافظين الجدد، المشارك البارز فى العديد من الجماعات المحافظة الجديدة، مثل مشروع القرن الأمريكى الجديد (PNAC) والمعهد اليهودى للأمن القومى الأمريكى (JINSA) ولجنة السلام والأمن فى الخليج (CPSG). يتبنى مواقف متشددة ضد روسيا. إلى جانب معارضته الشديدة لانضمام أمريكا للمحكمة الجنائية الدولية.

وللأسف أن المؤشرات تقول إن جون بولتون سيحبط الجهود المبذولة لعملية السلام فى الشرق الأوسط بسبب مناهضته للعرب؛ ورأيه على مر السنين، معارض لحل الدولتين، ويرى أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هى «مضيعة للوقت». وللأسف أن ترامب بتعيينه يواصل تعيين الأصدقاء المقربين لإسرائيل، فى مراكز رفيعة فى الإدارة؛ ولقد كان له دور فى إلغاء قرار الأمم المتحدة الذى ساوى بين الصهيونية والعنصرية. وهو لا يرى مانعا فى نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، حتى قبل القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وربما لذلك اختاره ترامب فى فريقه.

إلى جانب أنه يقف ضد الرئيس السورى بشار الأسد ويسعى للتغيير فى سوريا. وبالطبع تعيين بولتون سيزيد من فرص انسحاب الولايات المتحدة، من الاتفاقية النووية مع إيران، وهى خطوة من المتوقع أن تتم رغم أنها ستزيد من فرص التصادم المباشر مع إيران. ويبدو أن قدوم «بولتون» يعد استمرارًا لنزعة التفرد الأميركية بالعالم، أو امتدادًا «لوزارة الحرب» التى طالما بشر بها الرئيس ترامب وأسلافه الآخرين؛ وربما تلك هى الدوافع التى أدت لإقصاء هيربرت ماكماستر؛ وهو عودة للتشينية نسبة (ديك تشينى). واختياره لم يأتِ عشوائيًا نظرًا لدوره البارز فى تبرير الحروب الأمريكية المتعددة؛ وهناك مقال له عن الأرضية القانونية لشنّ ضربة استباقية على كوريا الشمالية، معللاً أن معلومات أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول برنامج يونج بيانج «مليئة بالثغرات»، ولا ينبغى تفويت الفرصة الملائمة لتدمير ترسانتها النووية والصاروخية.. وهو القائل مرارًا أن «المعاهدات الدولية لا تلزم (الولايات المتحدة) قانونياً»؛ وله سجل طويل فى ازدراء القوانين والمعاهدات الدولية، وكان رأس الحربة عام 2001 فى ترتيب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ الباليستية مع روسيا، ممهدًا الأرضية لبلاده بنشر نظام الدفاع الصاروخى «الوليد» دون قيود، ومدشنًا «العصر الأمريكى الجديد» بتغيير النظم العالمية عبر شنّ الحروب عليها، مؤكدًا على ذلك أواخر عام 2001 بأن بلاده «مهمتها تغيير النظم» وليس التفاوض معها.

جون روبرت بولتون محام؛ ودبلوماسى أمريكى خدم فى عدة إدارات جمهورية. وكان سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة فى الفترة من أغسطس 2005 حتى ديسمبر 2006 كعضو معين من قبل الرئيس جورج دبليو بوش. الطريف أنه كان مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسى عام 2012 ميت رومنى. وفى الحقيقة أن أحد الأسباب فى تعيين جون بولتون مستشارًا للأمن القومى الأمريكى؛ ومعه مايك بومبيو وزيرًا للخارجية؛ هو لضبط إيقاع الأحداث التى ستشهدها أمريكا سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا (بسبب) نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.