رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لو بحثت عن عنوان مختصر يلخص ما يجرى فى الانتخابات الرئاسية الآن.. لقلت لك إنه: «لا شيءغير عادى فى الانتخابات لكنها أسقطت الكثير من الأقنعة».

فعلى مدى 34 عامًا ماضيًا.. منذ أن عادت الأحزاب السياسية للمشاركة فى الانتخابات عام 1984.. وبينها حزب الوفد.. ومنذ أن صدرت صحيفة «الوفد» فى نفس هذا العام.. كان لنا نصيب المشاركة والتغطية الصحفية لتجارب انتخابية عديدة.. برلمانية ورئاسية واستفتاءات.. رصدنا خلالها ما يشيب له الولدان من تجاوزات وسلبيات.. بل و«كوارث» تصم هذه الانتخابات بالعار والفساد والبطلان.

•• شاهدنا

التزوير بكل أشكاله و«إبداعاته».. تلاعب فى الكشوف الانتخابية.. تسويد بطاقات الاقتراع والانتخاب.. حشو الصناديق بالأصوات المزورة.. اختفاء صناديق.. استخدام بطاقات انتخابية «مضروبة».. استغلال أصوات الموتى والمغتربين والأسماء الوهمية.. منع المعارضين من الوصول إلى اللجان.. وإرهابهم لمنعهم من التصويت.. إرهاب المرشحين ومندوبيهم واستبعادهم من مراقبة لجان الفرز.. التصويت على «الهوية الدينية».. والاستقطاب الدينى والاستغلال السياسى لدور العبادة.. ثم التلاعب فى لجان الفرز وتزوير النتائج النهائية للانتخابات والاستفتاءات بأرقام لا تعبر عن الواقع الحقيقى لما فى داخل الصناديق.

•• ورأينا أشكالا

وعرفنا ألوانًا من «إبداعات» الرشاوى الانتخابية.. شراء الأصوات والضمائر والذمم.. واستغلال حاجة الفقراء والبسطاء.. ليساقوا فى قطعان إلى اللجان طمعا فى مال أو طعام أو كساء أو غطاء.. شاهدنا الرشوة الانتخابية بالحشيش والترامادول والبانجو وكل أصناف المخدرات.. وبزجاجات الزيت وأكياس السكر والأرز والعدس.. واللحوم والبطاطين.. وبالمآدب والولائم.. وأيضا برحلات الحج والعمرة (!!).

وتعرفنا على أشهر أساليب وألاعيب التزوير.. مثل القيد الجماعى والتصويت الجماعى وتسويد البطاقات وتقفيل الصناديق وشراء الدوائر واستبدال الأصوات.. و«الورقة الدوارة».

•• كل هذا

وغيره من الأشياء «غير العادية» لم نعد نراها الآن.. لذلك نقول إنه: «لا شيء غير عادى يجرى فى هذه الانتخابات الرئاسية».. وأيضا التى قبلها.. كل شيء كان عاديا جدا.. وكل من ذهب رأى ذلك.. إلا من رحم ربك وربى من أصوات شاذة وحاقدة وكارهة.. ترفض كل شيء وتشكك فى كل شيء ولن ترضى عن أى شيء.. وهذا أيضا «عادى جدا».

•• أما الأقنعة التى سقطت

فحدث عنها ولا حرج.. سقط قناع «شعبية الإخوان» وتأثيرهم النافذ بين الجماهير الذين دعوهم للمقاطعة فخذلوهم.. سقط قناع «الحنجورية الثورجية» الذين راهنوا على المتاجرة بمشاعر الموجوعين من إجراءات الإصلاح الاقتصادى ليهزوا ثقتهم فى الدولة فخسروا الرهان.. سقط قناع عزوف الشباب عن المشاركة.. ورأينا التواجد الكثيف لهم فى طوابير الناخبين باللجان الأكثر كثافة.. وسقط قناع «كتائب السوشيال ميديا وفضائيات الفتنة» القادرة على توجيه وتحريك الجماهير.. وسقط قناع القوى المدنية والأحزاب السياسية التى انكشف عجزها عن المشاركة والحشد والتحرك المؤسسى الفعال والمؤثر فى نتائج الانتخابات.

•• وأخيرا سقط قناع التطرف والإرهاب وفشلت عصاباته برسائل تهديدها وبتفجيراتها واغتيالاتها فى منع الشعب الذى يرفضهم ويكرههم من تحمل مسئوليته السياسية.. فتحداهم المصريون وقهروهم.. وانتصروا للوطن.