رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقة عربية

انتهت مرحلة الانتخابات الرئاسية فى الخارج أولاً قبيل عشرة أيام من بدايتها فى الداخل، ويأتى توقيت الاقتراع فى الخارج أو الداخل متناسباً مع فكرة يوم العطلة المناسب لكل شخص حسب ظروفه، والمؤكد أن يومى الجمعة والسبت سيتناسبان مع عطلات معظم العاملين فى البلاد العربية، وأيضاً السبت والأحد سيكونان أكثر ملاءمة لبقية بلاد العالم الغربى والشرقى والأمريكتين، وقد وفر هذا الوقت المناسب لكل شخص وفق ظروف عطلته وعمله، وأيضاً شجع أكثر الناس على المشاركه والتلاقى فى فرصة لا تتكرر كثيراً، رغم كل الأكاذيب والضلالات التى روج لها إخوان الشر وغالباً ما تتحول هذه المناسبة إلى عيد مصر يتلاقى فيه الأحباب والأصدقاء، والذين غالباً ما يكون لقاؤهم صعباً على مدار العام.

وفى هذا العرس الديمقراطى والمناسبة القومية للتصويت على انتخابات رئيس مصر المحروسة كانت فرصة جيدة لكى يقول المصرى المقيم بالخارج كلمته أولاً، وقبل شقيقه المقيم بالداخل، ويعبر عن روح المصريين الباحثين عن المستقبل لمصر الأمل والحداثة والديمقراطية، وإذا كانت جماعات الشر والإرهاب كانت تراهن وتروج وتحث تراهن أن المصريين بالخارج بألا يقبلوا على الانتخابات ويقاطعوها، وأثبت أبناء المحروسة كذب الادعاءات والافتراءات، وأن المصرى بالخارج يتمنى لمسيرة الديمقراطية فى مصر أن تستمر، وأن يكون صندوق الانتخابات معيارًا مهماً وأساسياً فى رحلة البناء الديمقراطى، وأن الغرب والشرق الذى نعيش فيه ونختلط به ليسوا أفضل منا، وبرهن المصرى المقيم بالخارج للعالم أجمع أن المصريين يعون تماماً معنى الديمقراطية وحرية الاختيار. وكانت كثافة المشاركة وخاصة بين أبناء الجالية المصرية فى البلاد العربية أكبر برهان على حرص ووعى المصريين، وأن الذهاب للصناديق مهم وواجب وطنى من أجل مصر ومن أجل بناء المسار الانتخابى بشكل إيجابى وديمقراطى. وأن رسائل المصريين بالخارج كانت موجهة للعالم أجمع وأيضاً للمصريين بالداخل، وأنهم ينتظرون المشاركة الداخلية بشكل كبير ومناسب لحجم التحديات المنتظرة أمام شعب مصر.

وخلال زيارتى الحالية لبعض الأقارب والأصدقاء من المقيمين بالخارج وجدت أن لهم مطالب مشروعة فى تسهيل عملية الإدلاء بالأصوات، وأهمها فى هذه المرحلة توفير الأماكن المناسبة للتصويت والتى تتناسب مع طبيعة بلاد الاغتراب سواء كانت حارة أو باردة، وأيضاً توفير مواقف للسيارات مجانية على نفقة السفارة أو القنصلية، لأن الناخب يقضى وقتاً ليس قصيراً سواء فى عملية التصويت أو الالتقاء بالأهل والأصدقاء، أما على المدى البعيد، فإن المطلب المهم للخارج والداخل هو الانتقال إلى مرحلة التصويت الإلكترونى، وأن كثيراً من المصريين بالخارج يقيمون بعيداً جداً عن أماكن الاقتراع، وقد يحتاجون إلى استخدام الطائرات للوصول إلى مقر الانتخابات، ما يشكل صعوبة وتكلفته عالية قد تؤثر على مشاركتهم، وهذا المطلب الحضارى نحن فى حاجة إلى الوصول له وتطبيقه فى الداخل والخارج وفق الضوابط والمعايير اللازمة لضمان سلامة العملية الانتخابية.

بلا شك أن انطلاق قطار الانتخابات فى هذه المرحلة من تاريخ المصريين سوف يفتح الشهية لتطوير عملية البناء السياسى والديمقراطى فى بلادنا، ويفتح كثيراً من الملفات الباحثة عن النضج الكافى لبناء ديمقراطى مستقبلى، وأن مرحلة السنوات الأربع المقبلة من عمر السياسة فى مصر تنير كثيراً من الإضاءات نحو تطوير المنافسة على مقعد الرئيس، وسوف تستدعى الأيام أن تنتبه الأحزاب والقيادة السياسية إلى أن الحراك السياسى للصناعة أو الإفصاح عن شخصيات قيادية قادرة على إدارة البلاد سوف يكون مطلباً مهماً وأساسياً للرئيس المقبل، وأن دعاوى تعديل الدستور أو مد فترات تولى الرئيس قد حسمها الدستور وعلينا احترامه، وهذا ما أكد عليه الرئيس السيسى، وتحيا مصر.