رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع بداية هذا الأسبوع، قرأت خبراً عن أن نجل الرئيس المعزول محمد مرسى، استطاع الوصول إلى بعض نواب مجلس العموم البريطانى، وإبلاغهم كذباً أن والده لا يلقى الرعاية الصحية المطلوبة فى السجن، وأنه يعامل معاملة سيئة، الأمر الذى دعا هؤلاء النواب الإنجليز إلى التقدم للخارجية المصرية عن طريق السفارة الإنجليزية فى مصر، بطلب للسماح لهم بزيارة الرئيس المعزول مرسى فى محبسه، وقد بادرت الخارجية المصرية برفض هذا الطلب واعتبرته تدخلاً سافراً فى شئون البلاد الداخلية.

من المعروف أن إنجلترا، هى أكثر دولة فى العالم تقارباً مع الإخوان، فهى تسمح للمطرودين والمطاردين منهم بالإقامة على أراضيها، ويباشرون كل أنشطتهم تحت بصر الإدارة الإنجليزية، وقد سبق لمصر أن طالبت إنجلترا العديد من المرات بتسليم المطلوبين من الإخوان المسلمين، إلا أنها رفضت هذا الطلب، كما سبق لمصر أن طالبت إنجلترا باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة، إلا أن إنجلترا رفضت أيضاً هذا الطلب، وأصرت على السماح للإخوان المسلمين وتنظيماتهم بالاستمرار فى أنشطتها.

ولمن لا يعلم، فإن الإخوان المسلمين -فى حقيقة الأمر– هم أبناء غير شرعيين للإنجليز منذ نشأتهم فى مصر عام 1928. فقد بدأت علاقة الإنجليز بالإخوان فى أعقاب الثورة المصرية عام 1919، التى قامت فى مارس من ذلك العام بعد القبض على الزعيم سعد زغلول ورفاقه ونفيهم خارج البلاد، فقد كانت ثورة 1919 هى أول حركة شعبية مصرية ضد الإنجليز للمطالبة بعودة الزعيم سعد زغلول وإجراء دستور جديد للبلاد، وبعد أن شعرت إنجلترا بانتشار الثورة فى كافة أنحاء البلاد فبادرت بإعادة سعد زغلول ورفاقه إلى البلاد.

وبعد عودة الزعيم سعد زغلول ورفاقه من المنفى، بدأ الزعيم يتزعم الحركة الشعبية فى مصر ضد الإنجليز لمطالبتهم بالخروج من مصر ووضع دستور جديد للبلاد. كل هذا دفع الإنجليز إلى البحث عن جهة أخرى يمكنها الوقوف كحائط صد بينهم وبين تلك النشاطات الشعبية، لهذا فقد تفتق ذهن الإنجليز عن معاونة الإخوان المسلمين، وإمدادهم بالمساعدات المادية والمعنوية منذ نشأتهم عام 1928، وظلت تلك العلاقة الوطيدة بين الإنجليز والإخوان. ومن هنا، أصبحت إنجلترا تنظر للإخوان المسلمين على اعتبار أنهم أبناء غير شرعيين لها.

وغنى عن البيان، فقد أعلنت إنجلترا أكثر من مرة، أن الإخوان المسلمين هم حلفاء لها فى منطقة الشرق الأوسط، ولم تخف هذا الأمر خاصة بعد أن انتشرت جماعة الإخوان المسلمين فى منطقة الشرق الأوسط وأصبحت قوة لها تأثيرها، فمن المعلوم أن إنجلترا ترى أن أنظمة الحكم فى منطقة الشرق الأوسط أغلبها أنظمة حكم فردى، سواء كانت ملكية أم أميرية أم جمهورية، وأن هذه الأنظمة مآلها جميعاً إلى زوال، وسيحل محلها أنظمة ديمقراطية يتولى الإخوان المسلمين فيها إدارة البلاد. ومن هذا المفهوم، أصبحت إنجلترا تقوم بحماية الإخوان المسلمين، على اعتبار أنهم هم البدلاء لأنظمة الحكم فى منطقة الشرق الأوسط.

هذه كانت هى العلاقة الأزلية بين إنجلترا والإخوان القائمة على المصالح فيما بينهما. وقد استطاعت إنجلترا مؤخراً بهذا المفهوم الضغط على أمريكا، وقد اقتنعت بهذا الرأى، الأمر الذى أدى إلى إحجام أمريكا أيضاً عن اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وما زالت إنجلترا تأمل حتى يومنا هذا إعادة وثوب الإخوان مرة أخرى على حكم مصر، وربما تعاونهم وتؤيدهم فى هذا المطلب. ولكن، هيهات.. فهذا أمل إبليس فى الجنة.

وتحيا مصر.