رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

البداية الصحيحة لنجاح الأشياء هو التجهيز والأعداد الجيد، والبداية الصحيحة لنمو الدول يكمن في التعليم، كعادتها لبنان تبهرنا بالمبادأة، أشير الى برنامج " دق الجرس" وهو النسخة العربية للبرنامج الفرنسي، الذي تقوم فكرته على أن يعود بالضيف السياسي إلى حقبة الدراسة للإجابة على أسئلة التلاميذ وحوارهم، حيث تخلى الشيخ سعد الحريري عن صفته كسياسي وكرئيس لوزراء لبنان، وعاد إلى المدرسة ليحاور تلاميذ أحد المدارس تتراوح أعمارهم بين ال 10و 12 سنة. حوار لم تغب عنه البراءة ولم تنقصة الصراحة والموضوعية، وتميز الحريري بسعة قلبه وعقلة لمواجهة فضول الأطفال وذكائهم، وتحمل بحب ردود أفعالهم غير المتوقعة وأحكامهم المسبقة .. أعتقد أنها بداية صحيحة لتذويب الفجوة بين المسئول والرعية، وبداية رائعة لتصحيح كثير من السلبيات التى نحياها في عالمنا العربي، والتى يظهر فيها المسئول فى صورة نصف اله.. دعونا نلخص ردة فعل الموضوع:

• ازدادت شعبية سعد الحريري بعفويته، وصدقه الواضح، وردوده المباشرة بدون تجميل للصورة حتى عند ردة على الاسئلة العامة أو الشخصية، والإجابات اتسمت بالبساطة والمصداقية التى أحترمت ذكاء الأطفال قبل المشاهدين .. ( برافو للحريري، وهنيئاً لك حب رعاياك، وأبارك لك مقدماً فوزك قبل الأنتخابات).

• مشهد استثنائي غير مألوف، أبهرني وزاد من تفاؤلي بالمستقبل فهولاء أبنائنا واحفادنا لديهم الوعي الكافي للحفاظ على الأوطان، يحترموا المسئول لكن لايخشوه، يسئلوه فى أدق التفاصيل لكن بدون تطاول، ملئوا الشاشة بحيويتهم وعفويتهم وبجرأة ظاهرة وأسئلة مباشرة وصادمة مليئة بالثقة لكن بدون غرور.. أثبتوا بوجودهم تحضيرهم وحضورهم.

• البرنامج أعد له بطريقة لا ينقصها الحرفية او الموضوعية، واتسمت بالشمولية، واختيار التلاميذ كان ممثلاً للبنان كل لبنان وبشكل واضح للعيان من أسماء وملابس التلاميذ .. خلاصة القول أن التلاميذ كانوا ممثلون للتركيبة اللبنانية الطائفية والمناطقية على اختلافاتها وتبايناتها الدينية والاجتماعية والثقافية.

• لمسئولينا في وطننا العربي من المحيط الى الخليج أقول البداية الصحيحة لنمو أوطاننا هو تصحيح التعليم، والأهتمام بفلذات أكبادنا .. لا تسمعوا لمستشاريكم، ومزقوا اجتماعاتكم الشكلية المعدة قراراتها مسبقاَ، واتركوا زياراتكم الميدانية المخطط لها سواء للاشخاص أو الأسئلة والأجابات النموذجية سابقة التجهيز، وقابلوا الأطفال واسمعوا لهم المشاكل، وأتخذوا القرارات التى يطلبوها منكم .. صدقوني .. فهى أفضل من قرارات مستشاريكم فقد جربناها وفشلت لسنوات عديدة.

• مسئول يعترف على غير العادة انه ليس أذكى أخواته ( في وطننا العربي ) .. أهذا علم أم حلم؟

ويبقى الأمل: في أن يهتم اعلامنا بمثل تلك الموضوعات بجانب برامج المواهب والفنون، وأن يستبدل مسئولينا تقارير مستشاريهم بمقابلة رعاياهم .. ساعتها فقط ستنمو البلاد، ويسعد العباد.

 [email protected]