عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقة عربية

بلا أدنى شك أن زيارة الأمير محمد بن سلمان نائب خادم الحرمين الشريفين للقاهرة وفى هذا التوقيت تعتبر زيارة ذات أهمية عالية ومحورية في مستقبل العلاقة بين مصر والسعودية، وتدخل في نطاق الشراكة المستقبلية لصناعة تحول اقتصادى ضخم وتكامل بين المشروع السعودي المصرى الأردني (نيوم) ومشروعات استثمارات منطقة سيناء وقناة السويس، وبدخول هذه المشروعات إلى حيّز النور تنقل حركة الاستثمار والتجارة من حدود آسيا المشتركة إلى القارة السمراء الإفريقية، ومن هنا جاءت أهمية تعيين سفير المملكة بالقاهرة أحمد قطان وزير الدولة للشئون الافريقية في الحكومة السعودية، ليكون أول وزير سعودى حاصل على خبرة إفريقية في القاهرة ليدير العلاقات السعودية الإفريقية إلى مساحة ومستقبل جديد.

من هنا ومن هذا الوقت تبدأ مرحلة الشراكة المصرية السعودية، ليعبر الاقتصاد المصرى عن تحول مهم وكبير من سياسات تلقى الدعم والمعونات إلى الشراكة الكبرى في صناعة المستقبل الإقتصادى والسياسى للمنطقة، وفتح أبواب التلاقى مع جحافل وأرتال التنين الصينى العظيم القادم من الشرق إلى الغرب والشمال، وبذلك تنفتح مصر والسعودية والصين على عالم جديد في الفكر الإقتصادى يغزو آسيا وإفريقيا وأوربا، ويخطئ من يتصور أنها زيارة تمهيدية لمرحلة سياسية جديدة تعيشها المملكة، بل هي تحول وتطور نوعى في إدارة الاقتصاد والسياسة من منظور البحث عن مكان في المستقبل.

وبعيدا عن اْبواق البوم والشر فإن المستقبل المنتظر للتحول النوعى في المسار الاقتصادى يصنع من مصر والسعودية كيانًا كبيرا في عالم الاقتصاد، وعندما يتلاقيان مع التنين الصينى يصبح الاقتصاد العالمى في قارتين على الأقل في متناول اليد والقرار، وتتضاءل أمامه كثير من الاقتصاديات المحيطة، بل ويكون الاقتصاد التركي مثلا والروسي أحيانا مجبرا على الدخول في مثل هذه الشراكات حتى يمكن للجميع غزو العالم مع الصين، وايضاً نقطة الانحسار والنزول للاقتصاد الامريكى، وهذا الكلام ليس رجما بالغيب أو أضغاث أحلام بل معطيات اليوم وأفكار الاقتصاد الشاب، ورحلة قيام إمبراطوريات اقتصادية جديدة، لتحل محل اقتصاديات الرجل العجوز، والذى يعتمد على العسكريات للسيطرة على العالم، في ظل أن الاقتصاد الناعم أصبح أقوى وأمتن في فرض النفوذ، ولنا في الاقتصاد الصينى عبرة ودروس.

الأيام المقبلة سوف تفتح لنا صفحات من المستقبل، والمشروعات الضخمة التي تهتم بها الرياض والقاهرة سوف ترسم ملامح الحياة لأجيال جديدة، وأعتقد أن مشروع الجسر الحلم الذى يربط السعودية ومصر سوف يرى كثيرا من الدفع للأمام خلال هذه المباحثات، وهذا الجسر إحدى وسائل العبور إلى المستقبل المنتظر، والمنطقة الاستثمارية الجبارة بين الرياض والقاهرة وعمان سوف تفتح طاقات الشمس إلى عالم جديد ومشرق، وعندما تتكامل الشراكات سوف يكون لاستثمارات منطقة قناة السويس المنافذ والرئات التي تجعل هذه المشروعات تتنفس، ويكون مردودها مسموعا في أوربا وفى إفريقيا على وجه الخصوص، وهنا سوف يكون للعزيز الوزير احمد قطان الدور المهم في إدارة العلاقات السعودية الافريقية بكفاءة واقتدار كما عرفناه في جامعة الدول العربية وسفيرا للرياض في بلده الثاني القاهرة، فنعم الاختيار للمهمة الكبرى، رغم ما سنشعر به من نقص لعدم وجوده في رياض النيل الملتقى الشهرى، وخلال تعاملنا معه بانتظام، ولكن عزاءنا أن الخارجية السعودية ولادة ولا تنعدم فيها الكفاءات والخبرات من أمثال الوزير قطان، وأعتقد أن العلاقات المصرية السعودية سوف تكون في أولويات الملف الإفريقى الذى سيديره، فأهلا به وسهلا مرة أخرى بالقاهرة، وأهلا بالصفحات الجديدة المنيرة في مستقبل العلاقة التاريخية بين مصر والسعودية.