رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات:

 

 

 

بعد ثورة 25 يناير شاع هذا النموذج من تجار الوطنية.. والذى كان يقف فى الميادين..يخطب فى الناس.. ويصرخ بحب الوطن.. حتى تكاد أوردته أن تنفجر.. من الإحساس المفعم بالوطنية والفداء!!

وما إن تكشفت جوانب القضية (250) الشهيرة.. حتى اكتشفنا حقيقة تجار الوطنية.. وباعة الشرف.. بعد أن اكتشفنا كيف تاجر هؤلاء بمصالح الوطن ومقدراته.. وباعوه بأرخص الأسعار.. فى سوق النخاسة!!

نشطاء.. وساسة.. وكتاب.. وإعلاميون.. الكل موّل من الخارج.. وقبض وارتشى.. على حساب وطنه.. دون أى وازع من دين أو ضمير!!

تذكرت كل هؤلاء الأفاكون.. وأنا أقرأ هذه القصة العبقرية.. التى وجدتها منشورة.. على إحدى صفحات التواصل الاجتماعى.. لواحد من المحتالين وتجار الأوطان.. فتقول قصتنا المعبرة:

(عندما اكتمل عدد الركاب.. بالقطار المتجه من فرنسا إلى بريطانيا، كانت هناك امرأة فرنسية يجلس بجانبها رجل إنجليزى بالصدفة، بدا التوتر ظاهرًا على وجه المرأة الفرنسية، سألها الانجليزى لمَ أنتِ قلقة؟

قالت أحمل معى دولارات فوق المصرح به وهى عشرة آلاف دولار.

قال الانجليزى اقسميها بيننا.. فإذا قبضوا عليكِ أو قبضوا علىّ نجوتِ بالنصف.. واكتبى لى عنوانك فأنا أحتاجه. فعلت الفرنسية.. وأعطته العنوان. عند التفتيش فتشوا ركاب القطار وكانت الفرنسية قبل الانجليزى فى التفتيش.. ومرروها دون مشاكل. هنا صاح الانجليزى بأعلى صوته.. يا حضرة الضابط هذه المرأة تحمل عشرة آلاف دولار.. نصفها عندى والنصف الآخر معها. أعادوا تفتيشها مرة أخرى ووجدوا النقود.. وصادروها!!

وهنا وقف الضابط وتحدث عن الوطنية وعن سوء التهريب.. وشكروا الانجليزى على يقظة ضميره.. وإخلاصه لوطنه.. وعبر القطار.

بعد يومين فوجئت المرأة بالانجليزى نفسه.. يقف على بابها.. فقالت له بغضب يالوقاحتك.. وجرأتك ما الذى جاء بك إلى هنا.. وماذا تريد؟!

ففوجئت به يناولها ظرفًا به 150 ألف دولار. وقال لها بكل برود.. هذه أموالك وزيادة ياسيدتى!!

فاستغربت أمره بشدة!

فقال لها لا تعجبى من أمرى.. فقد أردت إلهاءهم عن شنطتى.. التى بها  ثلاثة ملايين دولار بالتمام والكمال.. فافتعلت هذه المسرحية التى كنت أنت بالمصادفة أحد أطرافها!!

فاعذرينى كنت مضطرًا.. لهذه المسرحية).

والذى نفهم من هذه القصة المعبرة.. أنه أحيانًا قد يكون الذى يدعى الوطنية والشرف هو اللص نفسه  وﻻ أحد غيره!!

وما أكثر اللصوص فى أوطاننا.. يذرفون الدموع وهم يتحدثون عن حب الوطن.. لنكتشف بعدها أن دموعهم.. ما هى إلا دموع التماسيح!!

وما أكثر الذين يدعون الوطنية فى بلادنا.. وأقاموا الجمعيات الحقوقية.. والتى تدعى الدفاع.. عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ثم قبضوا وتمولوا من الخارج.. وتاجروا بالوطن وأثروا.. وأصبحوا من أصحاب القصور.. والسيارات الفارهة.. بعد أن كان الواحد منهم بالكاد.. يجد قوت يومه!!