ع الهامش
روكا وياسو وسونسن، ثلاث زرافات اشترتها حديقة الحيوان بالجيزة فى يوليو 2012 مقابل مليون ونصف مليون دولار، لتنهى 5 سنوات عجاف خلت الحديقة خلالها من هذه الفصيلة التى يقبل عليها الزائرون والذين يبلغون مليونى زائر سنوياً، وبخاصة الأطفال، لما تتمتع به من طول فارع وجسد ضخم، وأطلق عليها اسم زرافات الثورة، فهذه الفصيلة تعيش فى المناطق الاستوائية الحارة لكن نهايتها أليمة، فقد نفقت روكا فى ديسمبر 2013 ومنذ أيام قليلة نفق ذكر الزراف ياسو ومن قبله عزيز رضيع سونسن فى ديسمبر 2016 بعد أيام من ولادته.
ولم يتبق سوى سونسن والتى يقول المسئولون إنها قد تتعرض للاكتئاب نتيجة انها أصبحت وحيدة. وهذه الحالة ترشدنا إلى مدى تردى حالة الحديقة ومدى الإهمال الذى تلقاه تلك الحيوانات البائسة التى ساقها القدر كى تلقى حتفها لدينا.
ففى حالة روكا قال المسئولون إنها انتحرت رغم أن عمرها لم يكن بلغ الثالثة، وبرر وزير الزرعة وقتها أنها كانت فى حالة هزار مع زميلها ولفت عنقها عليه واختنقت, إلا أن جمعيات الرفق بالحيوان قالت إن الإهمال السبب بعد انحشار رأسها فى سلة الطعام المعلقة فى شجرة وفشل الحراس فى تخليصها مما أدى لاختناقها. أما عزيز الذى أنجبته الزرافة سونسن فله رواية أخرى فقد كان أول مولود فى الحديقة منذ 20 عاماً لهذا الحيوان، إلا أنه نفق بعد أيام من ولادته فى ديسمبر 2016 فى عز فصل الشتاء، وهذه الفصيلة من الحيوانات لا تحتمل الجو البارد وأقصى تحمل لها 20 درجة مئوية، وعللت إدارة الحديقة نفوق عزيز لرفض أمه إرضاعه، ومرة أخرى قالت منظمات الرفق بالحيوان إن الإهمال والبرد هما السبب.
وأخير نفق ياسو بعد أيام من إصابته بالتهاب رئوى حاد بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى 7 درجات مئوية ليلاً، فمن المسئول عن ذلك؟ لماذا نتفنن فى إهدار ما نملك من أشياء كنا السابقين فى إنشاء أول حديقة حيوان فى أفريقيا والشرق الأوسط منذ عام 1891 والتى أمر بإنشائها الخديو إسماعيل وافتتحت فى عهد الخديو محمد توفيق, والتى أطلق عليها جوهرة التاج لحدائق الحيوان, والتى كانت مهبط الزوار من الدول العربية والأجنبية وزيارة ولى عهد اليابان فى عشرينيات القرن الماضى, لماذا لم تعد الحديقة ذلك المتنفس الجميل الذى تسعى إليه الأسر فى الأعياد؟ وأصبحت أخبارها تتصدر صفحات الحوادث، وآخرها ظهور غرفة نوم الملك فاروق فى أمريكا بعد سرقتها من الحديقة عام 2013 ومن قبل ذبح جملين وبيع لحومهما وأيضاً سرقة 4 صقور.
إذا كانت الإمكانات ضعيفة والغدارة عاجزة فلتقل وتسعى لمشاركة القطاع الخاص بدلاً من أن نفقد فصائل حيوانات بالكامل ونقول انتحرت أو ذبحت أو حتى سرقت.