رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إشراقة عربية

القاهرة تستضيف اليوم اجتماعًا مهمًا وشديد الحميمة والحساسية فى وقت واحد، ويضم الاجتماع  وزيري خارجية مصر والسودان، وهو طبيعى، ولكن الجديد المهم انضمام رئيسي جهازي المخابرات فى البلدين، وتتضاعف أهمية وجود القائم بأعمال رئيس جهاز المخابرات المصرية، لكونه فى نفس الوقت رئيس مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وتبلورت الرغبة المصرية السودانية فى اجتماع من هذا النوع والمستوى بعد اللقاءات المهمة التى جمعت الرئيس السيسى والرئيس البشير فى اثيوبيا منذ أيام، والاتفاق بينهما على حل أى مشاكل طارئة أو عالقة بالحوار والمكاشفة المباشرة، وهذه خطوة مهمة وعالية الهمة لوقف أى لغط وأى سوء فهم، وفتح الطريق المباشر لحل أى مشاكل بالحوار المباشر والمقنع حتى لو وجد أى خلاف أو رأى مغاير لأن هذا من طبائع العلاقات بين الدول.

وفى ظنى ان هناك من الملفات القديمة الجديدة سوف تكون على مائدة المعلومات قبل الحوار السياسى والدبلوماسى، واعتقد إلى درجة اليقين ان مصر والسودان لن تغفلا مصلحة كل بلد فى اتخاذه أية قرارات، وسوف تقران أيضا عدم تعارض هذه المصالح مع الأمن القومى لكل بلد والمنطقة والإقليم، أقول هذا عندما يتعرض الاجتماع وما يليه إلى قضية جزيرة سواكن السودانية، والاتفاق السودانى التركى على اقامة قاعدة عسكرية تركية فى البحر الأحمر، وما يمثله هذا الاتفاق من خطر على الأمن القومى العربى عمومًا وعلى الأمن القومى المصرى بالخصوص، واعتقد ان الجانب السودانى لن يفوت الفرصة لاستخدام ورقة قاعدة سواكن ليفتح ملف حلايب وشلاتين، ومصر سوف تكون اكثر انفتاحًا وشفافية، ولن تغلق باب المكاشفة والوثائق والمعلومات، وأيضًا الاقتراحات، وسوف تذهب مع الأشقاء إلى أبعد مدى، ولن تجعل من هذه القضية عائقًا أو مبررا لرفع سقف الخلافات السياسية مع كل أزمة أو اختلاف فى الرؤى، وفى نفس الوقت لن تفرط مصر فى أى ذرة من ترابها الوطنى، ومازال مشروع التكامل فى حلايب وشلاتين طرحًا سودانيًا ومصريًا منذ زمن ولم ير النور، كما ان مصر لن تمانع إذا رأى السودان ضرورة ان يذهب لمحكمة العدل الدولية، فهذا حقه، ولن تقف أمامه بل من الممكن ان يكون هذا بابا لاغلاق هذا الملف. ثم ملف اتفاقيات الحريات الأربع، وضرورة تفعيل كل أركانه لتسهل وتكتمل حركة المواطنين من أبناء وادى النيل فى مصر والسودان، وهذا الملف سوف يذيب كثيرًا من العوالق، والملف الاقتصادى المشترك وهذا يُستدعى مشاركات أخرى اعتقد انها سوف تأتى.

اجتماع المكاشفة هذا سوف يفتح آفاقًا جديدة فى علاقات مصر والسودان وشعب وأدى النيل. ولن يكون الأخير بداية لصفحة مصرية سودانية جديدة بموازين ورؤى جديدة مهمة وكاشفة.

[email protected]