عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا ناس يا هوو

يؤلمني ويوجع خاطري ما تتحمله مصر من تطاول وتجرؤ من قبل مسئولين وإعلاميين أشقاء، في دول شقيقة وما بين اتهامات صريحة وتلميحات مغرضة من شأنها استفزاز الشعب المصري من ناحية وبناء جدار نفسي عازل بين الشعوب من ناحية أخري، وبين الافتراءات والاتهامات وقول الزُّور والبهتان علي مصر وشعبها وحضارتها، وبين نعرة الاستعلاء والكبر والغرور ولغة العنصرية والكراهية للشعب المصري تارة وللمسئولين والوافدين تارة أخري، في خلط صارخ في التعامل مع الًوافدين كأنهم لاجئون أو متسولون  وتجد البعض منا وقد خرج عن حدود اللياقة والكياسة في الرد نظراً للطريقة التي يتحدث بها الإعلامي أو المسئول أو النائب.

ولم أجد من يواسيني في هذا الانفلات إلا رد فعل أشقائنا أنفسهم في البلدان الشقيقة دفاعاً عن مصر حضارة وشعبا وتاريخا ومواقف يشهد لها شاهد من أهلها، فتجد الدفاع من الرجل بكل الود والفخر والحب لحاملي الجميل وتجد المواطن العادي يدافع بكل حب عن المصري والعمالة المصرية والوافدين، فيقول الاستاذ ناصر طلال، كاتب كويتي، مدافعاً عن مصر (إن مصر في مجلس التعاون الخليجي في الستينيات كانت ترسل لنا طاقم المدرسين والأطباء والمهندسين وكانت تدفع لهم رواتبهم من مصر ولو أننا شرحناً وبحثنا بين تلافيف عقولنا لوجدنا علما علمنا إياه علي يد مصريين ومن بني بلداننا ورصف شوارعنا وشيد جامعاتنا وحرر بلادنا من الغزو العراقي غير المصريين... إلخ).

ولم يكن هذا الكاتب الجليل هو الوحيد من يدافع عن مصر والمصريين بل تجد الكثير ممن يعرف قدر مصر ومكانتها..  وهنا يمكننا أن نعترف أن هناك صراعا ثقافيا بين الشعوب وخاصة الشعوب العربية، فما شهدته الشعوب من تغيير في الثقافات والعادات وما يحمله هذا الجيل من سمات ومتغيرات من حرية وتلقي علمه وثقافاته من وسائل التواصل الاجتماعي ضارباً بكل الحقائق والتاريخ والثوابت عرض الحائط،  رافضاً الاعتراف بحضارات وتاريخ من حوله رافضاً للآخر، لذلك علينا عدم الانصياع للاستفزازات والتطاول من قبل بعض التصريحات حتي لا ينفلت الأمر ويحدث تعكير صفو الشعوب.

إن الرد علي أي تطاول له أصول وفنون في الرد ولكل مقام مقال، ومن هنا علينا الاعتراف أننا في حاجة ملحة لإيجاد أنماط جديدة وطرق مختلفة للتقرب بين الشعوب لما يخدم القضايا الإنسانية والثقافية وتعزيز العلاقات بين الأجيال الجديدة.

ما أحرانا إلي قراءة تاريخنا ومعرفة قدرنا، والاحتكام الي العلم والتماس الكلمة لتأليف القلوب والبعد عن إيغار الصدور، وإثارة الكوامن. فهذا من شأنه إشعال الهِمم والاجتهاد في لم الشمل العربي وتعزيز الصداقات بين الشعوب وترك الصغائر، فالشعوب العربية هي الباقية وتعرف قدر معبودتها مصر.