رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

العامل الحرفى الماهر.. الذى نشأ وتربى فى ورشة منذ الصغر.. يكاد يختفى تمامًا من مصر.. وحل محله العامل الفهلوى.. الذى يدعى الفهم فى كل شىء.. وهو فى الحقيقة لا يفهم أى شىء!!

نادرًا ما تستعين بأحد الحرفيين الآن فى مصر.. وتجده يقوم بعمله على خير وجه.. سواء أكان هذا الحرفى سباكًا أو نجارًا أو حتى "ميكانيكى" أو فنى إصلاح أجهزة كهربية.. إلخ.

وللأسف الشديد فإن هذا الأمر.. أساء أبلغ إساءة لسمعة العمالة المصرية الفنية.. فى العالم كله ودول الخليج على وجه الخصوص.. بعد أن أصبحت الفهلوة هى الأساس.. وضاعت المهارة.. وغابت الحرفية عن الكثيرين.. فلا النجار بدأ كصبى نجار.. ثم كمساعد نجار.. ثم أخيرًا كأسطى.. ونفس الوضع ينطبق على كافة المهن.. فالصنايعى عمل لمدة أيام قليلة كمساعد.. ثم عمل كأسطى بعدها بأيام.. مجرد فهلوة!

وأذكر فى هذا الصدد.. ما حدث مع أستاذنا مصطفى شردى فى الإمارات.. أثناء توليه مسئولية تأسيس وإنشاء صحيفة الاتحاد بها..  وكان متحيزا بشدة للمصريين.. بل ولكل ما هو مصرى.. فكان تقريبًا كل من يعمل بالصحيفة مصريا.. وفى يوم من الأيام احتاجت الجريدة.. لأحد العمال فى مهنة معينة.. وجاءوا له بواحد صعيدى بلدياتنا.. وهنا سأله استاذنا مصطفى شردى: تعرف تشتغل إيه؟!

ففوجئ بالرجل يقول: أعرف اشتغل كل حاجة!

فسأله أستاذنا متهكما: يعنى تعرف تشتغل رئيس تحرير.. فكان رد العامل الجاهل: أيوه يا بيه أنا أحسن واحد.. يشتغل الشغلانة دى.

فما كان من أستاذنا الكبير.. إلا أن قام بطرده من مكتبه.. لأن العامل الجاهل.. لم يكن يعرف أنه يخاطب رئيس التحرير نفسه.

وهنا لا بد أن نعرف أن العامل المهنى.. والحرفى المدرب يزيد أجره أضعاف أضعاف مرتب العامل العادى.. ومن هنا لو قمنا بتأهيل وتدريب عمالتنا.. سيزيد دخلهم وتقبل عليهم كل دول العالم.. ومن هنا ستزيد تحويلاتهم.. وبدلا من أن تكون تحويلات المصريين فى الخارج 19 مليار دولار على أكثر تقدير.. يمكن أن يصل هذا الرقم إلى 100 مليار دولار سنويًا.. لمَ ﻻ وأجر العامل المهنى.. أضعاف أضعاف أجر غير المهنى.. يكفى أن نقول إن أجر الممرضة المصرية فى مستشفيات الخليج.. يعادل أجر عشرة عمال من عمال البناء.

ونفس الأمر ينطبق على السباك ومبلط المحارة والسيراميك والكهربائى.. وغيره من المهن.

ومن هنا لا بد أن نتوسع فى التعليم الفنى.. لأنه الوحيد القادر على علاج هذا الخلل..  وتدريب وتأهيل العمالة المصرية.. لنعيد للعامل الحرفى المصرى.. مكانته اللائقة وسمعته التى اشتهر بها فى الماضى.. كواحد من أمهر الفنيين فى العالم العربى كله.

بدلًا من تخريج الآلاف سنويًا من خريجى الكليات والمعاهد النظرية.. لينضموا إلى طابور البطالة.. والذى وصلت نسبتها لأكثر من خمسين  فى المائة لخريجى الكليات النظرية.. وأقصد بها كليات التجارة والحقوق والآداب والخدمة الاجتماعية.