رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عرفت اللواء فؤاد صالح زكى قائد الجيش الثالث الأسبق وقائد اللواء الثامن مشاة خلال حرب أكتوبر، عن طريق اللواء دكتور «محمد إبراهيم نجاتي» مدير كلية الحرب العليا الأسبق، إنسانًا وطنيًا ومصريًا مخلصًا متواضعًا، مسيحيًا متدينًا متسامحًا حنونًا به أبوة صادقة متدفقة، أتعامل معه كابن مع والده، ورغم فارق الزمن والمكانة بينى وبينه، فإنه لا يخاطبنى إلا بالأخ «ممدوح». رأيته أكثر من مرة يقرأ فى الكتاب المقدس فسألته: هل هذا العهد القديم أم الجديد؟ لأنى أقرأ فى العهد القديم أفهمه ولا أفهم كثيرا من العهد الجديد.. فضحك قائلا: هذا العهد الجديد، والبابا «شنودة» كان قد طالب بإعادة كتابة الكتاب المقدس باللغة العربية بعيدًا عن العربية الشامية، وبعد كده ستفهمه جيدا يا أخ «ممدوح».. قاتل فى حرب الاستنزاف والقنطرة وقدم بطولات شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء خلال توليه قيادة اللواء الثامن مشاة، تحدث كثيرًا عن بسالة الجندى المصرى الذى قتل الجنرال الإسرائيلى «ابراهام ماندرال» قائد المدرعات، بشجاعة وقوة تحمل وإيمان وذكاء الجندى المصرى.

حكى لى أنه تزوج وهو ملازم أول وسكن فى الشقة المقابلة لشقة «أنور السادات» عضو مجلس قيادة الثورة فى «151 أ» ش مصر والسودان أثناء زواجه من السيدة «إقبال» زوجته الأولى، وكان يعرفه من خلال صوره فى قضية «أمين عثمان» ومن يومه وهو وجيه ويهتم بشياكته ومظهره وكان عضوا فى مجلس قيادة الثورة.. وتقابلا مرات قليلة بعد ذلك إلى أن أصبح رئيسًا للجمهورية وأصبح «فؤاد صالح» رئيس أركان الجيش الثالث بعد نصر أكتوبر.

ويؤكد لى أن «السادات» لم يتغير وله مواقف كثيرة توضح من هو «السادات». ذات يوم قال للواء «فؤاد عزيز غالى» لما يأتى لك أمر الله وتموت ستدفن فين يا «فؤاد»؟ فقال له فى مدافن العائلة، فرد «السادات» أنت غلطان وعليك بعمل مدفن فى القنطرة لأن مجدك العسكرى كان هناك، وضحكنا فقال الرئيس سأبنى فى سانت كاترين مجمع أديان مسجدا وكنيسة ومعبدا يهوديا، وأكتب عليه «السادات وصل هنا بالسلام»، لأن «بن جوريون» مدفون فى «النقب» وكتب على قبره هنا وصل الحرس القديم فأين سيصل الجيل الجديد، وهو وصل بالسلاح وبهذا أرد عليهم بأن «السادات» وصل بالسلام و«بن جوريون» وصل بالحرب..

لأن «السادات» كان يذهب إلى سانت كاترين مرتين فى عيد الفطر وعيد الأضحى ومعه الشيخ «عبدالرحمن بيصار» و«السيد مرعي» و«عثمان أحمد عثمان» و«حسب الله الكفراوي» و«أنيس منصور» و«فوزى عبد الحافظ» وكبير الياوران «حسن علام» وكنا نسبقه فى الجيش الثالث لتجهيز التأمين وفى السهرة «السادات» يرتدى الجلباب ومعنا «أحمد حلمى بدر» محافظ السويس وسأله: إيه أخبار «على البربري» يا أحمد؟ فيقول «البربري» مين يا فندم؟ فيرد «الرئيس» شيخ الطلمبات، فقال يا فندم تعيش أنت.. «السادات» يقول ياااااه الله يرحمه، وبالطبع الكل يريد أن يعرف من هو «البربري» وسألنا المحافظ عن «البربري» فقال الريس بتاع الرئيس لما كان هربان من البوليس السياسى جاء إلى السويس وأطلق على نفسه لقب «الحاج محمد» وعاش فى حجرة الجناينى فى بيت «أحمد حلمى بدر» ولم ينس «السادات» هذا وعندما أصبح رئيس جمهورية أراد أن يجعله عضوًا فى مجلس الشعب لكن السوايسة أسقطوه أمام مرشح آخر ينتمى لعائلة كبيرة فى السويس، فعينه الرئيس محافظًا للسويس بدلًا من عضوية مجلس الشعب. فالسادات كانت له أفكار تسبق عصره ولا يستوعبها من حوله، لكنه للأسف أخطأ الخطأ الذى أدى إلى قتله بفتح الساحة للإخوان والتيارات المتطرفة التى قتلته.