رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقة عربية

احتفلت مصر لأول مرة بمئوية ميلاد أحد زعمائها، إنه جمال عبد الناصر حسين، ابن موظف البريد، وسليل بنى مر في صعيد مصر، وصانع مرحلة مهمة وبارزة في تاريخ مصر المحروسة، ويصعب استنساخها أو تقليدها، ولكن لابد من الحفاظ على اهم مبادئها، وهى العزة والكرامة، عبر معارك التحرر من الاستعمار الأجنبي وأعوانه.

وكان ولابد لهذه الأمة ان يظهر فيها ذلك الفتى الأسمر الذى نادى بعلو الصوت ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستبداد، وكان ولابد أن يعلو الصوت ويعلو، فتتحرك الأمة من المحيط الى الخليج، والاستعمار يحمل عصاه ويرحل كما نادى جمال، فتحرر المغرب العربى ثم المشرق العربى، فكان صوت عبد الناصر يؤدى دوره في المغرب العربى عبر كل اليات الزمن، فكان التليفزيون العربى وكانت السينما المصرية من أهم أدوات التأثير في الشعوب العربية، خاصة أبناء الطبقة المتوسطة والفقراء، بجانب خبرات التسلّح والمقاومة، وانطلق صوت عبد الناصر عبر صوت العرب فألهب حماس أهل الشام جميعاً، وتعلق الجميع بأمل الوحدة، وتعلق فقراء فلسطين بأمل الحرية، وانطلق قطار التحرير ورغبات التوحد واستقر الأمر في سوريا ولبنان والعراق على أرضيات قومية، وكانت العروبة والوحدة والحرية مع الاشتراكية شعارا مشتركا بشكل او بآخر، وانتقل القطار الى اليمن وتمت الإطاحة بحكم الإمامة، ووجد فقراء وأغنياء اليمن ضالتهم في عبد الناصر رغم انسحاب الجيش المصرى ليواجه إسرائيل في معركة غير متكافئة، وكان العدوان الثلاثى الذى تلا معركة السد العالى والبنك الدولى وحكاية شعب تصدى لأشرس أنواع الاستعمار الصهيوني والأوروبيين، وكان انتصار عبد الناصر مع المصريين في مواجهة جيوش الظلم والظلام، واندحر الاستعمار بعد انتصار السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وخاض عبد الناصر معارك التنمية والتنوير في مصر والعالم العربى وكان فقراء العرب والمصريين في مقدمة أولوياته، فأنار بصوت العرب عقول فقراء وأثرياء الخليج والمغرب العربى، وانطلقت قوافل المدرسين والمهندسين والأطباء والقضاة والاعلام والصحافة، وأشعلوا مصابيح النور من الكويت الى اليمن، وظهرت نهضة كبرى صاحبها تدفق الثروة النفطية، فتحول فقراء خليج العرب الى أثرياء، فرسموا حضارة جديدة وأناروا عقولا وقصورا، وفوق كل هذا تبنى منظمة التحرير الفلسطينية، وأطلق من الجيش المصرى فرعا مهما للمنظمة والمقاومة، وكانت منظمة سيناء العربية، وانطلقت المقاومة الفلسطينية من مصر بعد مولدها في الكويت على يد أبو عمار، ودعمها في لبنان قبل رحيله ورحيلها الى تونس، الى ان وصلت الى ما وصلت اليه الآن من تعليق اعترافها بإسرائيل.

إنه ناصر الفقراء والاغنياء وجامع شمل العرب، وما زال الحلم يجمعنا وعشقه يروينا، والحريّة والكرامة اصبح لهما معنى في زمن ضاعت فيه الإنسانية قبل الكرامة.

[email protected]