رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللواء نبيل شكرى بالفعل هو حدوتة مصرية، لأنه واحد من الرعيل الأول لقيادات الصاعقة، والذى تدرج فى التشكيلات القوات المسلحة مقاتلا فى حروب مصر الحديثة، متنقلا بين العديد من المواقع القيادية داخل صفوف القوات المسلحة، حتى قيادة وحدات الصاعقة خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر، ثم عين مساعداً لرئيس الأركان ثم مديراً للكلية الحربية فمساعداً لوزير الدفاع، حصل على العديد من الأوسمة والأنواط منها وسام نجمة الشرف العسكرية، ونوط الشجاعة.                                                                                                 التقيت به مرات عديدة سواء فى منزله أو مكتبه، فوجدته إنسانا مصرياً حنوناً من نبت هذه الأرض الطيبة، شديد الاعتزاز بمصريته وعسكريته، حكى لى كيف كانوا يضعون المقاتل تحت مجهود عقلى وبدنى ونفسى شديد جداً، فتأكدوا أن معدنه أقوى من الفولاذ عندما قدم ملحمة رائعة مليئة بالبطولات الخارقة، صنعها رجال القوات المسلحة وسجلت فى تاريخ الشعب المصرى.

يرى «عبدالناصر» زعيم سياسى قاد حركات التحرر فى افريقيا والعالم العربى وكان له ثقل سياسى كبير، انقلب عليه الغرب بعد أن اكتشف أن لديه كاريزما ستغير مفاهيم كثيرة وتؤلب عليهم المواجع فى الشرق.                                                                                      أما «السادات» فيراه سابقا لعصره وزعيما سياسيا مخضرما له رؤية مستقبلية رائعة ولا يستطيع أحد أن يَغفل رؤيته فى حرب أكتوبر وأعادته لمصر وللأمة العربية كرامتها وعزتها. وفى ذات الوقت يصف «مبارك» بأنه كان «ودني» وهذا من أخطر عيوبه، لأن زبانية السوء عزلوه عن الشعب وعن نبض الشارع ومعاناته ونجحوا فى تضليله حتى أصبح صدره يضيق بمن يقدم له النصيحة الصادقة والمخلصة ولهذا دفع ثمن تسليمه أذنيه لهؤلاء.

وأيضاً كان اللواء «نبيل» قائد مجموعة الصاعقة التى ذهبت إلى قبرص لتحرير الرهائن المصريين كما قال لى: بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل ظهرت بعض الأحقاد للدول العربية التى ترفض السلام، وحتى تعاقب مصر تم اغتيال الأديب «يوسف السباعى» وزير الثقافة حينها، واحتجاز بعض المصريين كرهائن، وهذا كان اعتداء موجه إلى مصر وهيبتها، وصدر قرار الرئيس «السادات» بإرسال قوة من أفراد الصاعقة إلى مطار «لارناكا» لتحرير الرهائن المصريين حتى يعرف كل من يعتدى على هيبة الدولة أنه سينال عقابه، ولكن تكاتفت عدة عوامل ضد تنفيذ العملية بوجود اتفاق بين هذه الجهات وبين قبرص لكى تستدرج مصر لإضعاف هيبتها وهيبة الرئيس السادات.

واتضح ذلك عندما وصلت القوة بالطائرة بقيادة العقيد «مدحت عثمان» حيث فوجئت بإطلاق النيران عليها من كل جانب، وظهرت قطع المدرعات وأفراد المشاة التى كانت معدة سلفا لإعاقتهم فى التنفيذ، وسقط ٢١ فردا بين جريح وشهيد من أصل 50 هم عدد المجموعة بالكامل، فقد كان هناك فخ منصوب لجرجرة القوة المصرية وعدم تحرير الرهائن من الطائرة والقبض على المختطفين.

وحتى لا يزداد عدد الخسائر كانت هناك طائرة قبرصية فى المطار هابطة من رحلة إليه، ووجد اللواء «نبيل شكرى» أن الموقف حرج، لأنهم كانوا فى أرض مكشوفة وأسلحتهم خفيفة ولم يكن أمامهم وسيلة لإنقاذ الأرواح إلا بالاستيلاء على هذه الطائرة، خاصة أن طاقم الطيران لم يكن نزل منها، وبالفعل اتجهوا إليها واستولوا عليها وكانت هى الوسيلة الفاصلة للتفاوض مع قبرص، لأنهم أسروا (8) رهائن هم طاقم الطائرة وتم وقف إطلاق النار والتفاوض.                                                                                                  ولهذا يؤكد قائد الصاعقة الأسبق بأن أى عملية لتحرير رهائن فى دولة ما، لابد لها أن يوجد اتفاق رسمى بين القيادات السياسية فى الدولتين حتى لا تعتبر القوة المنفذة قوة معتدية، ولابد من تأمين قوة عناصر مكافحة الإرهاب تأمينا شاملا من قوات الدولة التى تنفذ على أرضها العملية، مع وجود معلومات متوفرة عن العملية التى يتم تنفيذها، وهذا لم يكن متوفرا لقوة الصاعقة التى ذهبت إلى مطار «لارناكا» لتحرير الرهائن المصريين.