رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

نبهنا كثيرا.. وخصوصا عقب كل الأحداث الإجرامية.. الى ما يقع فيه الناس من حيرة وشكوك.. وما يتعرضون له من حملات تشويه وتوجيه وتلاعب بعقولهم وأفكارهم.. من جانب جهات معروفة للجميع تجيد استخدام أخطر سلاح من حيث التأثير والفاعلية والتدمير الآن.. وهو سلاح «السوشيال ميديا» أو مواقع التمزيق الاجتماعى المعروفة كذبا باسم «التواصل الاجتماعي».. وذلك فى ظل بطء الخطاب الإعلامى الرسمي.. والاعتبارات الأمنية التى تؤدى الى ذلك.. حيث تصدر البيانات الرسمية عن هذه الأحداث متأخرة جدا.. وبعد أن يكون الرأى العام قد تعرض لجرعات مكثفة من الأكاذيب والتضليل المتعمد الذى يصعب علاجه أو محو تأثيره فيما بعد.

•• حدث ذلك مؤخرًا

فى حادث كنيسة حلوان.. حيث فجع الناس جميعا بالفيديو الشهير للإرهابى الذى يحمل سلاحه الآلى ويسير لمدة عشر دقائق كاملة وسط أحد الشوارع مكشوف الرأس والصدر.. يطلق الرصاص عشوائيا فى كل الاتجاهات على أهداف لا نراها.. الى أن يسقط مصابا وينقض عليه أشخاص يلقون القبض عليه.. وبعدها بوقت قليل تصدر بيانات مقتضبة تؤكد إحباط هجوم إرهابى على الكنيسة التى لم يشاهدها الناس فى الفيديو.. واستشهاد عدد من المواطنين.. ثم تظهر صور وأخبار لوزير الداخلية وهو يقوم بتكريم قيادات الشرطة بالمحافظة والحي.. قبل أن تجف دماء الشهداء أو يتسلم ذووهم جثامينهم.. وتزداد حيرة الناس وتساؤلاتهم مع شائعات تتردد حول احباط تفجير الكنيسة وهروب إرهابى آخر ودور مواطنين عاديين فى القبض على الإرهابي.. ومن الذى أطلق الرصاص عليه؟.. وغير ذلك من تساؤلات وشكوك أحاطت بالحادث.

•• وللناس حق فى ذلك

فما رأوه كمعلومات أولية لم يكن هجوما على كنيسة.. بل كان مسلحا يطلق الرصاص بشكل عشوائى على المارة.. ولم تتضح الصورة كاملة الا بعد ذلك بيوم كامل.. وحتى هذه الصورة لم يعرفها الناس إلا من خلال وسائل الإعلام التى تنبهت الى التشويه الذى حدث.. فراحت تصيغ وتبث التقارير حول التفاصيل.. بل أنه حتى الآن ورغم هذه التقارير مازال كثيرون لا يعلمون التسلسل المنطقى لأحداث الهجوم.. بدءا من محاولة الإرهابى اقتحام الحاجز الأمنى للكنيسة.. وإطلاقه النار على أمين الشرطة الشهيد وبعض المصلين.. ثم قيام مواطن بالتقاط سلاح أمين الشرطة وإطلاقه النار على الإرهابي.. مما أدى الى هروبه للشارع الغربى بعيدا عن الكنيسة وإطلاقه النار على المارة.. الى أن تعامل معه مأمور القسم الذى كان يتربص له فى شارع جانبى وأصابه فى قدميه وأسقطه أرضا.. فانقض عليه المواطن البطل «صلاح» وانتزع سلاحه ثم تبعه مواطنون آخرون وضباط وأفراد شرطة وقبضوا عليه حيا وكبلوه بالقيود الحديدية ونقلوه الى المستشفى.. ومع ذلك مازال هناك من يشككون فى الحادث..!!

•• من هنا

نؤكد مرة أخرى خطورة ما يحدث من ترك الناس فريسة لهذا التضليل المتعمد.. وضرورة تعامل الجهات الرسمية إعلاميا مع هذه الأحداث بشكل أكثر وعيا وسرعة.. وإدراكا لأن التأثير السلبى الذى يتركه بطء هذا التعامل يكون أكثر خطورة من أى اعتبارات أخرى تحرص هذه الجهات على مراعاتها.