عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مع التطور المذهل فى قدرة وسائل الاتصال الجماهيرى على الوصول بوضوح -صوتاً وصورة حية- من أى مكان على الكرة الأرضية إلى أبعد مكان. مع هذا التطور تلاشت تماماً قدرة أى سلطة أو جهة على منع أو عرقلة تدفق الأخبار والمعلومات لتصل إلى كل راغب فى معرفة ما يقع من أحداث فى مختلف بلاد العالم والاطلاع على مختلف الرؤى فى شتى الموضوعات.

هذه الحقيقة فرضت على المعنيين بقضايا الإعلام التخلى عن أسلوب «منع» أو حجب بعض الأخبار عن الجماهير بمنع وسائل الإعلام التى يسيطرون عليها من بث هذه الأخبار، وأصبحت سياسة المنع هذه من مخلفات عصر ما قبل البث الفضائى وحاولت بعض سلطات الحكم أن تتغلب على هذه الحالة بما يمكن أن نسميه «إغراق» الأثير بكم هائل من البث الإعلامى بإطلاق عشرات القنوات الفضائية التى تحاصر المشاهد بكم هائل من ساعات البث على مدار الساعة.

وفشلت هذه الفكرة أيضاً لأن الطبيعة البشرية تدفع المواطنين للبحث عن «الخبر الممنوع» ومحاولة التعرف على ما تريد السلطة إخفاءه.. وهنا يجد المواطن مئات الفضائيات التى تبث من مختلف بلاد العالم والتى لا تخضع لسلطة قادرة على حجبها أو ترويضها فيسارع لمشاهدة هذه القنوات.

وهنا يمكن لأى قوة معادية للسلطة المحلية التى حاولت المنع أو الإغراق يمكن لهذه القوة المعادية أن تبث ما شاءت من أخبار صحيحة أو مغلوطة لتتلقفها الجماهير.

هذا الحديث ليس اكتشافاً لكنه أمر بديهى يعرفه كل من له أدنى صلة بالنشاط الإعلامى.. وكنت أتصور أن هذه الحقيقة لم تعد تخفى على أحد، غير أن بعض ما نشاهده على الساحة الإعلامية فى مصر هذه الأيام يوحى بأن البعض لم يزل يفكر بمنطق عصر انتهى تماماً وأثبتت التجارب العملية أن المنع أو الإغراق بعشرات أو مئات الفضائيات لم يعد هو الحل الأمثل.

ولأننى من المؤمنين بأن مصر تشهد فعلاً تحركاً فى اتجاه التنمية الشاملة، وأن بوادر لنجاحات بدأت تظهر، فإننى أتصور أن اللجوء إلى «الإعلام التعبوى» بالمنع أو الإغراق مصيره الفشل بل إن مثل هذا الإعلام التعبوى يتسبب فى نفور نسبة كبيرة من الجماهير من هذا الإعلام وبالتالى لا يصدق ما يبثه هذا الإعلام فيسارع بالبحث عن الأصوات البديلة التى كثيراً ما تقدم خطاباً إعلامياً يتصيد الأخطاء ويبحث عن العثرات والكبوات فتصدقها الجماهير التى ترفض الخطاب التعبوى، خاصة أن هذا الإعلام يستخدم لغة هابطة ويتهجم بوقاحة على كل من يبدى رأياً معارضاً لسياسات يراها تلحق الضرر بالوطن.

أخشى أن يتم إهدار المليارات على إعلام يواصل السير على الطريق الذى دفع الجماهير للبحث عن البديل المعادى ليصبح هذا البديل هو الإعلام الموثوق.

يا سادة يا كرام.. الإعلام علم وفن ومواهب.. والمليارات لا تصنع إعلاماً ناضجاً ومؤثراً.. وحدها «الحرية» هى كلمة السر فى أى نجاح يحققه الإعلام.