رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. أحياناً يكون الانطباع الأول ظالما للناس فأنت عندما تلتقى أحدهم للمرة الأولى تحكم عليه بأنه طيب أو شرير أو ظريف أو ثقيل الظل وفى الأغلب يكون هذا الحكم بعيداً عن الحقيقة  وعندما شاهدت الأستاذ ابراهيم نافع الكاتب الصحفى الكبير للمرة الأولى تصورت أنه رجل مغرور يتعالى على خلق الله  أجمعين فهو لا يلتفت الى أحد ولا تعرف الابتسامة طريقها الى شفتيه وذات يوم وفى سرادق للعزاء اجتمع كل رجال الصحافة وكل رجالات الحكم ووجدت ابراهيم نافع أمامى يحيط به عدد لا حصر له من الوزراء وكنت بصحبة السعدنى الأكبر رحمه الله وقلت له كل الوزراء بيجروا ورا ابراهيم  نافع  ده معقول.. ورد الولد الشقى وقال أمال انت عاوز ايه، الأهرام  دى أكبر من نص وزارات مصر وذات يوم اختلف السعدنى مع يوسف عفيفى محافظ الجيزة بسبب سلوك الرجل مع الشارع الجيزاوى وحدث خلاف تطور بشكل كبير وتدخل الأستاذ ابراهيم نافع لحل الخلاف وجمع بين السعدنى والمحافظ ويومها أعطى السعدنى درسا للمحافظ وقال له.. فى مصر أكثر من ألف عفيفي، ولكن هناك فى أمة العرب سعدنى واحد فقط لا غير وضحك الأستاذ ابراهيم نافع من أعماقه واثار ذلك غيظ المحافظ ولكن اللقاء انتهى على خير ومنذ ذلك اليوم صارح ابراهيم نافع السعدنى بأنه يحلم بإنشاء نادٍ للصحفيين بعيدا عن النقابة يضم كل الصحفيين والشباب منهم على وجه الخصوص وبالفعل حول السعدنى حلم ابراهيم نافع الى حقيقة واستطاع أن ينشئ على ضفاف نيل الجيزة صرحا كان فخرا للصحفيين ودرة فوق جبين هذه البقعة الخالدة من أرض مصر والتى يؤمن السعدنى بأنها أصل الحياة فالجيزة عنده هى أغلى بقعة على وجه المعمورة وبدأ الأستاذ والكاتب الكبير ابراهيم نافع يتردد على النادى ويشهد تطورات البناء حتى اكتمل البناء وأصبح  للنادى مجلس ادارة برئاسة السعدنى صاحب الفضل الأوحد فى بناء النادى برغم أنف أصلع الرأس والعقل الذى ينسب الفضل الى الأستاذ ابراهيم حجازى هذا أمر غير صحيح بالمرة، المهم أن النادى تحول الى نقطة ضوء اجتمع تحتها كل صاحب شعاع فى كل مجال وكان الأستاذ  ابراهيم نافع يجد فى هذا المكان صالونا فكريا أدبيا وفنيا تحول الى  واحة يخرج بفضلها من كل ما ينغص النفس من عمل ادارى أو نقابى أو سياسى وهناك التقى النوافع ويا سبحان الله كلاهما ابراهيم واللقب نافع الأول أستاذنا الكبير وأحد أهم من شغل منصب نقيب الصحفيين فى بر مصر ابراهيم نافع والثانى الحاج ابراهيم نافع الذى يعرفه كل أهل الجيزة واليه يحج الجميع طلبا للصلح أو التحكيم أو المشورة وكان السعدنى الجيزاوى المنشأ والتربية والاقامة والهوى قد تعرف على الحاج ابراهيم نافع فى ظروف شديدة الغرابة.. فقد كانت الانتخابات تدق الأبواب قبل هزيمة 67 بسنوات قليلة وأمام السعدنى نزل الانتخابات اثنان من كبار العارفين بلعبة الانتخابات أحدهما كان وزيرا والثانى سيدة من أفاضل الناس الذين تصدوا للعمل العام ـ وكان مع هذه السيدة رجل بدين يطق شرار لامع بالذكاء الحاد من عينيه وكان من المفترض أن يقوم الحاج ابراهيم بإرهاب السعدنى ومنعه من استخدام  أعتى أسلحته وهى السخرية ضد المرشحة الفاضلة والشيء العجيب أن السعدنى لم يكن يهاب مثل هكذا صراع بل العكس كان صحيحاً فإذا هو فى أزمة ويعلم تمام العلم أنه سوف ينازل من هم أقوى منه  فى العراك وفنون القتال فإنه يطلق للسانه العنان لكى يعدل الكفة وليكن ما يكون.. وبالفعل بدأ السعدنى هجوماً كاسحاً على السيدة وأطلق عليها صفات وتشبيهات جعلت من صديقها الداعم لها الحاج ابراهيم نافع يخرج من جوفه ضحكات ارتج لها المكان ومنذ هذه اللحظة تصافح الرجلان وتبدلت المواقف فإذا بالحاج ابراهيم يترك موقعه الى جانب السيدة الفاضلة ويقتنع تماما بكلمات السعدنى عندما روى القصة الشهيرة للخليفة المستعصم مع شجرة الدر فى مصر رافضا تولى امرأة عرش مصر حين قال إذا عدمتم الرجال فأعلمونا لكى نسيّر اليكم رجلا. ومنذ ذلك اليوم لم يفترق الرجلان حتى صارت أحداث 15 مايو من العام 1971 والقى الرئيس السادات القبض على كل رجال عبدالناصر وكان من بينهم الولد الشقى محمود السعدنى ليس باعتباره المسئول عن التنظيم السرى الطليعى لجمال عبدالناصر فى الجيزة ولكن بسبب هذا الكم الهائل من «النكات» التى أطلقها السعدنى على صديقه القديم الرئيس أنور السادات واختفى الحاج ابراهيم تماما بعد القبض على السعدنى وأيامها كنت فى الصف الرابع الابتدائى قطعت المسافة من بيتنا فى شارع البحر الأعظم الى حيث يقيم الحاج ابراهيم فى حارة  الفلاحين فى الجيزة وجدت باب البيت مفتوحاً على مصراعيه وكل الموجودين سيدات كان اللون الأسود هو زيهن الموحد.. ألقيت نظرة على الحاجة أم خالد رفيقة عمر الحاج ابراهيم وكان الحزن مرسوما على تقاسيم الوجه سألتها: عم ابراهيم بخير يا حاجة، قالت الحمد  لله يا ابني.

قلت امال هو فين، قالت السيدة الفاضلة فضل ماشى ورا أبوك يا ابني.. لحد ما راح وراه السجن.

هنا خرجت كل السيدات من حالة  الحزن وجلجلت الضحكات ارجاء المكان.. لم استطع أن أشارك فى الضحك.. ولكنى كتمت مشاعرى وفى الطريق الى البيت قطعته ضاحكاً.. ولكن يبقى أغرب لقاء بين النوافع هو هذا اللقاء الذى جرى فى شقة السعدنى فى لندن التى تبلغ مساحتها 50م فقط لا غير صورها اعلام الرئيس السادات على انها قصر فخيم عظيم.. فى هذه الشقة المتواضعة التقى النوافع وكان اللقاء ممتعا تجلى فيه الولد الشقى السعدنى الكبير لبعض الوقت من الكلام حتى يسمح للنوافع أن يحكى كل منهما ما جرى له بسبب  تشابه الأسماء من سوء فهم.

وحتى نلتقى فى الأسبوع القادم لنحكى ما جري.. أود أن أهمس فى اذن المسئول أى مسئول فى بر مصر.. ان ابراهيم  نافع الصحفى والذى هو فى العقد التاسع من عمره يعيش مأساة صحية بكل معنى الكلمة وإذا كان هناك مانع قانونى فإننى أرجو أن يكون الدافع الانسانى أقوى وأعظم من أى قانون، ذلك لأن الرحمة فوق كل شيء.. لنعمل جميعا من أجل عودة النقيب الأفضل ابراهيم نافع.

أكرم