عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يبدو أن الدولة التركية بارعة ليست فقط بالغزو الثقافى للعالم العربى من خلال المسلسلات التركية، التى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المحتوى الفكرى للمواطن العربى، ومنهم المواطن فى المجتمع المصرى، ولكنها تعدت ذلك إلى مستوى الاحتراف فى الأداء التمثيلى الذى يقوم به الممثل التركى الأول فى عالم الدراما السياسية الرئيس أردوغان، فهو كالمعتاد يصول ويجول، ويلقى الخطب الرنانة ضد غسرائيل، ويظهر أن الحوار الدبلوماسى بين البلدين يعانى الكثير من التوترات.

والحقيقة أن تركيا تعيش فى شهر عسل دائم مع إسرائيل منذ مارس 1949، وللدولتين تاريخ طويل فى المجال العسكرى، وهناك من يشبه تركيا وإسرائيل بمسدس أمريكى بحيث إسرائيل تمثّل الزناد وتركيا تمثّل مخزن الرصاص؛ وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية تدعم هذا التعاون ولا يمكنها الاستغناء أبداً عن هذا التحالف.

وترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية، وتبلغ قيمة مجموعة المشاريع العسكرية نحو 1.8 مليار دولار، وتشكِّل قيمة المشاريع نسبة عالية إذا ما جرى قياسها بالميزان التجارى بين البلدين، والذى يبلغ 2.6 مليار دولار سنويًا. ويرى بعض الخبراء الاستراتيجيين أن مشاريع التعاون العسكرى بين إسرائيل وتركيا قد ساهمت فى تغيير موازين القوى فى المنطقة، إلى جانب أن هناك نمواً فى حجم التبادل التجارى التركى - الإسرائيلى، بالتوازى مع ما قد يبدو توتراً سياسياً وإعلامياً، على خلفية المشهد الفلسطينى.

وفى الحقيقة أن العلاقة بين اليهود والأتراك ممتدة وراسخة، فلقد عاش اليهود فى الدولة العثمانية أربعة قرون ونصف القرن، ينعمون بالأمن، الذى افتقر إليه أقرانهم فى أوروبا المسيحية، على الرغم من وجود حركات تحررية ظهرت فى الدولة العثمانية فى القرن السابع عشر، قام بها اليهود ترمى إلى إنشاء وطن لهم فى فلسطين. مع ذلك لم يواجهوا أى نوع من العداء من قبل سلاطين آل عثمان. ولقد كان الدور اليهودى فى عزل السلطان عبدالحميد واضحاً؛ ومع ذلك كان باب الهجرة اليهودية من تركيا إلى فلسطين مفتوحاً على مصراعيه، مستجيبة للمطالب الأمريكية فى هذا الشأن، وظل هذا الباب مفتوحاً حتى أثناء معارضة تركيا قرار تقسيم فلسطين عام 1947 ورفض حكومة أنقرة إنشاء الدولة اليهودية. ولم تعبأ الحكومة التركية بالمعارضات العربية الخاصة بضرورة وقف هجرة اليهود الأتراك إلى «إسرائيل» أثناء الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1948 وبعد أن انتهت الحرب زادت هجرتهم إلى «إسرائيل»، حتى بلغت فى عامى 1949- 1950 قرابة ثلاثين ألف يهودى. وفى الحقيقة أن الحليف الأول لإسرائيل فى العالم الإسلامى هى تركيا تتبعها إيران، أما قطر فما هى إلا صدى صوت للعمالة التركية.