آفة الصحافة
اصبحت ظاهرة يومية واضحة فى أوروبا ، فور أن تسأل شخص ما عن معلومة تتوقع ان لديه الاجابة عليها غالباً يقول لك ابحث بنفسك فى " جوجل " . . بداية طرح الأسئلة من أجل المعرفة أمر مشروع ، كما ان التعود على البحث أيضاً عادة حميدة ، وبالفعل شهدت السنوات الأخيرة إعتياد كثير من الناس على أخذ المعلومات من شبكة الانترنت ، تلك العادة التى أصبحت ثقافة شبه يومية ، اكتسبها العامة والخاصة .
أسئلة كثيرة أصبحت تتردد مؤخراً فى أوروبا أهمها : ما هى مصداقية المعلومات المتداولة على ملايين صفحات الشبكة العنكبوتية ؟ وهل من وسائل يستطيع الباحث أو الدارس التحقق من صحة تلك المعلومات ؟ . .
لمحاولة الاجابة على مثل هذه الأسئلة ، ولحماية المواطنين من المعلومات المغلوطة ، وخاصة طلبة المدارس من مُختلف المستويات العلمية والعُمرية ، يوجد فى هولندا مرصد إعلامى Media Monitoring مهمته مُتابعة الأخبار والبيانات والمعلومات التى تنشر على شبكة الانترنت ، حقيقة لا يستطيع هذا المرصد مُراقبة كافة ما يتم نشره ، ولكنه يتمكن من توضيح نسبة لابأس بها من المعلومات المغلوطة لحماية المُجتمع من الشائعات والمعلومات المُغرضة التى يتم نشرها لتحقيق أهداف سياسية او اقتصادية من جهة بعينها أو دولة ما .
أيضاً يحرص هذا المرصد على تقييم سُمعة أخبار المواقع الألكترونية الإعلامية والبحثية ، وكذلك توجيه اتجاهات المُناقشات فى مسارات حيادية ومحل ثقة لخدمة الباحثين .
والأمثلة كثيرة التى استطيع ان أستدل بها على استخدام شبكة الانترت فى التأثير على سياسة دولة ما ، أذكر نموذج حديث هنا فى هولندا ، حيث حذرت مؤخراً " أولوجرين " وزيرة الداخلية الهولندية من الأخبار الزائفة وخاصة من قبل روسيا ، حيث قامت بنشر أخبار زائفة للتأثير على الرأى العام الهولندى ، وكتبت رسالة بهذا الشأن لمجلس النواب الهولندى مؤكدة ان بلادها مُستهدفة من عدة أطراف من بينها الاستخبارات الروسية ، التى تسعى بشتى الطرق توجيه الرأى العام داخل المجتمع الهولندى لمسارات تحقق من خلالها مصالح بعينها ، وكشفت الوزيرة الهولندية ان روسيا أنشأت موقع الكترونى روسى شبيه بموقع هولندى حكومى يتضمن معلومات حول تحطم الطائرة الماليزية MH17 فوق شرق أوكرانيا ، ووعدت الوزيرة الأمنية " أولوجرين " بانها ستبحث بكل الوسائل المُمكنة كيفية التصدى للتدخلات السياسية والاعلامية فى الشئون الداخلية لهولندا .
أيضاً لا يفوتنى ذكر ان مصر حكومة وشعباً ليست بمنأى عن مساعى جهات خارجية وداخلية من أجل التأثير على الوطن لتحقيق أهداف بعينها . . ولهذا الموضوع حديث آخر .