عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

كثيرًا ما يبدو ليّ إن الفنانين المصريين في احتياج شديد لتعلم كثير من بروتوكولات التعامل مع بعضهم أو كيفية التعامل مع الجمهور، وأخذ دروس في تعلم طرق الرد على أي حوارات صحفية أو تليفزيونية، فليست المسألة أن هذا الفنان قد أصبح مشهورًا فجأة سواء كان ممثلاً أو مطربًا، فقبل كل ذلك يجب أن يعي أنه يقدم لنا مزيجًا بين الفن والثقافة.

والسقطة الأخيرة التي وقعت فيها المطربة شيرين عبدالوهاب ليست الأولي لها ولن تكون الأخيرة بالطبع، فقد اعتادت تلك المطربة– مع حبنا لصوتها المصري شديد الخصوصية– أن تسخر أو ترد أو تلقي كلمات من سبيل الدعابة أو السخرية في موقف ما وبطريقة تدل على تدني المستوي الثقافي لها، وهو ما  يؤكد على جهل عميق يعيش فيه معظم فنانينا.

في البداية هو جهل بما يقع على اكتفاهم وبما يمثلوه، بالنسبة لوطن كبير كمصر وشعبها العريض، وبالتالي يجب على الكثير من الفنانين لدينا– أن يأخذوا الكثير من «الكورسات» في فن التعامل وفن التصريح وثقافة الحوار لأنهم رموز– حتي ولو جاءت تلك الرمزية أو الشهرة لديهم بالصدفة أو لأن الظروف سمحت لهم بهذا.

وبعيدًا عن تلك الكورسات التي يجب أن يحصل عليها كثير من الفنانين لدينا، فإنهم بالمقابل يجب أن يحرص كثير منهم على عدم استفزاز الجمهور، أو من باب أن الجمهور سوف ينسي، بالعكس فالجمهور واعي جدًا لكلماتهم، بل إن ما فعلته «شيرين» جاء إلى أذني بالنص: «هي كل ما تسّكر شوية تهلفط بأي كلام الغبية دي؟» هذا رأي شخص من الجمهور، وقد شاهدنا منذ أيام قليلة ما فعله الممثل أحمد الفيشاوي أثناء صعوده على مسرح مهرجان «الجونة» السينمائي وهذا الممثل لديه الكثير من السقطات في تاريخه الفني- وهو ما يوضح مدي جهل كثير من الممثلين والفنانين لدينا، وهو ما يجعلهم بالتالي أقزام بأفعالهم وكلماتهم ولأنهم يمثلون وطن كمصر– للأسف– فبالتالي تصبح تلك الصورة القزمية هي صورة وطن مثل مصر.

وبالطبع يمكن أن يقال ليّ: هذه أخطاء تحدث؟ أو أن «شيرين» قد كتبت على صفحتها اعتذار، وأرد أن هذا لا يحدث من شخصيات حقيقية تعيش في وطن حقيقي مثل مصر، ووسط تلك الظروف التي نمر بها، فكل كلمة يجب أن تحسب، مثلها مثل ملابسهم أو تصرفاتهم لا يجب أن توضع في بند الحرية الشخصية، فهذا خطأ آخر لهؤلاء الفنانين.

أتمني كما سارعنا بإصدار «قانون إهانة الرموز» أن يعي هؤلاء الأشخاص أنهم رموز أيضًا، وبالتالي هل سوف تسعي الحكومة– المتسرعة– التي لدينا بإصدار قانون يجرم تلك الأقوال أو التصرفات، أعلم أنه ستصبح كبت حريات ومن سبيل الجنون أن نفعل ذلك لكنه ليس من سبيل الحفاظ على وعي وصورة وطن كبير كمصر.