رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

يبدو أن انتخابات الأندية انتابتها حمى التبرعات والهدايا «الرشاوى المبطنة» التى كانت حتى وقت قريب مقصورة على انتخابات مجلس الشعب، بعد أن ابتدعتها جماعة محظورة قبل رحيلها. والخطير أن هذه الرشاوى الانتخابية لم تعد تقليدية كالتى كنا نسمع عنها فى الحارات والأحياء الشعبية، «سكر وزيت وشاى، وأرز»، وإنما تجاوزت ذلك إلى «كباب وكفتة» و«جاتوه» وملابس وبطاطين وأشياء أخرى، لا داعى لذكرها، ولكنها فى مجملها تحمل رسالة خطيرة تؤكد وصول سطوة رأس المال للأندية الرياضية، الأمر الذى يتنافى مع رسالتها وأهدافها السامية، ويجعل الكثيرين ممن لا يملكون المال يتراجعون أو يفكرون ألف مرة ومرة أمام خوض انتخابات لا تتوفر فيها منافسة شريفة وعادلة.

الغريب، أن الجهات المعنية تكتفى بالصمت فى هذا المشهد الدخيل على أندية مصر، بحجة عدم التدخل وضمان الحياد، وحتى لا تتهم بانحيازها لطرف على حساب آخر... ولكن ألم يكن من الأجدر أن تضع على الأقل شروطا وضوابط لحجم الدعاية الانتخابية بالأندية على غرار ما يتم فى مجلس الشعب؟ صحيح أن الكثير من المرشحين لعضوية مجلس الشعب لا يلتزمون بهذه الشروط ويضربون بها عرض الحائط، ولكنها تكون قاعدة تستند إليها الجهة الإدارية فى ردع المرشح أو الحد من الدعاية الانتخابية المفرطة.

وكما توجد شخصيات كبيرة وعظيمة فى الدوائر تتوفر فيهم جميع الصفات التى تؤهلهم لخوض السباق إلا أنهم يحجمون عن المشاركة الإيجابية لخدمة مجتمعهم، لعدم تكافؤ الفرص فى الدعاية ولعدم القدرة على تحمل المهاترات والدعاية السوداء، يوجد فى الاندية أيضا من ينأى بنفسه عن خوض التجربة  خوفاً من سطوة رأس المال والرشاوى الانتخابية.

ويظل السؤال: ولماذا كل هذا الإنفاق الدعائى؟ هل السبب الخوف من المنافس؟ أم هو اختراق جديد للكيانات الرياضية والاجتماعية واتخاذها محطة لمحطة أخرى أهم؟ وهل من المعقول أن يكون هناك أحد الأندية لا يزيد أعضاؤه على 2000 عضو، فى مدينة لا يزيد عدد سكانها على 100 ألف، ونرى فى هذا النادى كل أنواع الدعاية «البيضاء والحمراء والسوداء»، وتنفق فيها مبالغ طائلة تحت ستار التبرعات، ولو وجهت لخدمة النادى وأعضائه لكانت أفضل.

قد يقول البعض: «أرزاق يا أخى خير جاى للناس» فلماذا تقطعه أو كما يقول المثل «الغاوى ينقط بطاقيته»، وأقول لهؤلاء: نعم قد تكون هذه الرؤية صحيحة إذا كنت تتعامل مع دار أيتام، ولكن هذا الأسلوب لا يستقيم من وجهة نظرى مع أندية لها وضعها الخاص ومكانتها وقيمتها الاجتماعية، وبها أعضاء فى مناصب ومواقع مرموقة، يحزنهم أن يروا هذه التقليعة الجديدة، التى كانت سببا فى اندلاع العديد من المشاكل والأزمات فى الأندية الكبيرة، فما بالنا بحال أندية صغيرة وحديثة النشأة، ولا يدرك كثير من أعضائها الأهداف الخفية للتبرعات والغرض الحقيقى من منح الهدية.

إنها مجرد تساؤلات وهواجس نقلها لى عدد من أعضاء أندية كبيرة فى منطقة 6 أكتوبر، وهم يضربون كفا بأخرى خوفا من توسع هذه الظاهرة فى أندية مصر؟ وكانت إجابتى.. لا تقلقوا فهناك أعضاء كثيرون مثلكم يملكون من الوعى والنضج ما يجعلهم يتخذون قرارا صائبا، يحددون به اتجاه سير الصندوق، ويلقنون مانح الهدية «الرشوة الانتخابية» درسا قاسيا.

 

[email protected]