عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى نهاية خمسينيات القرن الماضى بدأت الإذاعة المصرية فى بث برامج إذاعية موجهة إلى العديد من الشعوب الآسيوية والأفريقية باللغات المحلية السائدة فى تلك البلاد، وتجاوز عدد هذه الإذاعات الثلاثين إذاعة، وقد ساهمت هذه الإذاعات فى دعم حركات مقاومة الاستعمار الذى كان يحتل هذه الدول. هذه الإذاعات كانت مقصد قادة المقاومة فى تلك البلاد ومنها كانوا يصدرون بياناتهم وتوجيهاتهم.

أدت هذه الإذاعات دورها على أكمل وجه فى تلك الفترة، واليوم أرى أنها لم تعد ذات جدوى لأسباب كثيرة، أهمها أن البث الإذاعى لم يعد متاحاً بشكل سلس، فالبث يتم بموجة قصيرة يحتاج التقاطها أجهزة حساسة وجهداً من المتلقى، وكان هذا كله مقبولاً أيام كانت المقاومة للاستعمار دافعاً قوياً لبذل الجهد لاستقبال توجيهات قادة المقاومة، أما الآن فلا يمكن أن نتصور مواطناً فى أى بلد أفريقى يبذل جهداً كبيراً ويقتنى جهاز راديو حساساً وذلك للاستماع إلى بث إذاعى لمدة ساعة تقدم له فيها الإذاعة بعض الأخبار التى يكون قد سمعها لحظة حدوثها من الإعلام الوطنى فى بلده قبل ساعات من بثها على هذه الموجات الإذاعية.

ولا يعنى هذا أن نغفل الاهتمام بإعلام موجه إلى الدول الأفريقية، بل إن الاهتمام بمخاطبة الشعوب الأفريقية يكتسب هذه الأيام أهمية كبرى ويتطلب اهتماماً كبيراً لمخاطبة الشعوب الأفريقية وتكثيف الخطاب الموجه إلى هذه الشعوب بلغاتها المحلية.

ولأن التليفزيون هو الوسيلة الأكثر تأثيراً الآن ولأن البث التليفزيونى هو الأقدر على جذب الجماهير، فعلينا أن نفكر جدياً فى التحول إلى البث التليفزيونى الموجه إلى هذه الشعوب.

معنى هذا بكل وضوح إلغاء البث الإذاعى الموجه إلى البلاد الأفريقية وإحلال البث التليفزيونى مكانه على أن ندرس جيداً الأوقات المناسبة للبث التى تتفق مع عادات المشاهدة فى كل بلد، واختيار المواد الأكثر جاذبية للمشاهدين فى كل بلد.

وهذا التحول من البث الإذاعى إلى البث التليفزيونى ممكن بتكاليف معقولة، فالطاقات البشرية التى تقدم المواد الإذاعية متوفرة، وما ينقصنا هو اختيار القمر الصناعى الذى يغطى هذه البلاد واستئجار هذه الأقمار متاح وبتكاليف معقولة. يبقى أن تبث هذه البرامج على شاشات قناة النيل الدولية.

وأتوقف هنا للمطالبة بإعادة قناة النيل الدولية لأداء الدور الذى أنشئت من أجله، وهو مخاطبة البلاد الأجنبية فلا يتم بثها على موجات أرضية ويتوقف تماماً بث المسلسلات على هذه القناة، فهذا البث للمسلسلات العربية على شاشات قناة النيل الدولية تم ليفتح الباب لعملية فساد كبرى لصالح شركة إعلانات وليس هنا مجال الحديث المفصل عن هذا الموضوع.

المهم أن نخصص فترات بث على قناة النيل الدولية لبث برامج موجهة إلى الشعوب الأفريقية بلغاتها المحلية، وأؤكد أن هذا لا يؤثر مطلقاً على بث مواد موجهة إلى البلاد الأوروبية، لأن فروق التوقيت تسمح بأن نبث لأفريقيا فى أفضل ساعات المشاهدة لدى هذه الشعوب، وساعات المشاهدة المفضلة فى البلاد الأوروبية تختلف عنها فى أفريقيا.

يا سادة يا كرام.. هل فيكم من يسمع ويعقل أم أن الطناش سيظل سيد الموقف؟!