رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في السنوات القليلة الماضية غابت هيئة الاستعلامات عن الساحة الإعلامية وملأت الفراغ فضائيات تعاملت في كثير من الأحيان بجهل عبثي مع قضايا حساسة وتصورت بغباء شديد أنها تقدم خدمة جليلة للقيادة السياسية باستخدام أحط الألفاظ ومهاجمة من يرتكب خطأ إعلامياً مقصودًا كان أو غير مقصود ،تعاملت مع هذه الأخطاء بتوزيع اتهامات الخيانة والعمالة على كل من أخطأ أو تصورت هذه القنوات أنه خطأ.

هذا الأسلوب الفج كلف مصر الكثير في علاقاتها بدول شقيقة أو أجنبية وبمؤسسات دولية أو هيئات عالمية.

اليوم رأيت هيئة الاستعلامات وهي تقود بقوة لتملأ الفراغ الذي تركته، ولتعيد للخطاب الإعلامي الذي يعالج قضايا ومشكلات تتماس مع دول أو هيئات أجنبية، عادت هيئة الاستعلامات لتعيد للخطاب الاعلامي وللتعامل مع الآخر احتراما بفتح الطريق للمصداقية.

تابعت هذه العودة في لقاء الأستاذ ضياء رشوان بصفته رئيساً لهيئة الاستعلامات مع تامر أمين. بدا الأستاذ ضياء طوال الحوار هادئاً واثقاً وهو يفند الأخبار غير الدقيقة التي قدمتها هيئة الاذاعة  البريطانية ووكالة رويترز. كان الحوار ممتعاً لالتزام الأستاذ ضياء باستخدام عبارات منضبطة وعدم استخدام ألفاظ أو عبارات خشنة حتى وهو يكشف عن الأكاذيب التي تتعلق بعدد  الشهداء في حادث العدوان الارهابي بطريق الواحات.

التزم الأستاذ ضياء طوال الحوار بالموضوعية وتحدى المؤسستين أن تثبتا بأي طريقة تروق لهما صحة ما بثتاه من أكاذيب وأبدى كامل الاستعداد لتعاون هيئة الاستعلامات مع المؤسستين لإثبات ما بثتاه عن عدد الشهداء، وعدد سيادته أكثر من وسيلة عملية لتختار منها المؤسستان ما يروق لهما أو أية وسيلة أخرى تحقق نفس الغرض مؤكداً تقديم الهيئات والجهات الرسمية في مصر كل عون تطلبه المؤسستان.

وواصل الأستاذ ضياء تحليله لصياغة الأخبار التي بثتها المؤسستان اعتمادا على المعايير الدولية التي تحكم النشاط الاعلامي في الدول المتقدمة التي تنتمي هذه المؤسسات لها، بل واستناداً إلى المعايير المهنية التي تتضمنها مدونات العمل بهذه المؤسسات.

وقدم الأستاذ ضياء ما يثبت بشكل قاطع عدم التزام هذه المؤسسات بالمعايير التي وضعتها هي. حوار الأستاذ ضياء رشوان مع تامر أمين درس رفيع في الأداء الاعلامي عامة وفي «صياغة الخبر» بشكل خاص وهو أيضاً درس رائع لأسلوب التعامل المحترم مع مثل هذه المؤسسات، تعامل يعتمد على المنطق السليم والاحتكام للمعايير المهنية وأدب الاختلاف الذي لا يجنح الى الاتهام والتجريح.

وأعتقد أن الأستاذ ضياء كسب الجولة بجدارة وأما المؤسستين فسوف  تتعاملان مستقبلاً مع القضايا التي تمس مصر بدقة وعناية لتجنب الوقوع في مثل هذا الخطأ الذي أصاب مصداقيتهما بأضرار بالغة.

يبقى من الدروس المستخلصة من هذا الحوار أمران:

الأول: أن اختيار الأستاذ ضياء رشوان ليشغل منصب رئيس هيئة الاستعلامات كان اختيارا موفقاً لأنه تم علي أساس اختيار «أهل الخبرة» ونعلم أن آفة اختيار القيادات في هذا البلد هي اختيار ما يسمونه «أهل الثقة»، وكأن «أهل الخبرة» ليسوا أهل ثقة؟!

الثاني: أن هذا الأداء الرائع لهيئة الاستعلامات تم بنفس العاملين وهو ما يؤكد أن الهيئة مليئة بالخبرات والمواهب المعتبرة. وإذا كان الأستاذ ضياء رشوان قد قدم هذا الأداء المتميز فمن المؤكد أن مثل هذا الأداء استند الى جهود فريق عمل ممتاز أحسن ضياء توجيهه وقيادته  وأحسن الفريق أداء عمله بكفاءة.

تبقى كلمة أوجهها للقيادات السياسية العليا.... آمل أن يكون درس هيئة الاستعلامات ماثلاً أمام أعينكم عند اختيار القيادات لمؤسسات الدولة وأن يكون معيار الاختبار هو «أهل الخبرة» وليس «أهل الثقة». فأهل الخبرة هم أيضاً أهل ثقة.. أما أهل الثقة فغالبا ما تنقصهم  الخبرة فتنتهي قيادتهم بانتشار الفساد أو بالفشل.