رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

عرفت سمنود فى النصوص المصرية القديمة باسم (تب - نثر) ثم أصبحت فى اليونانية (سبنيتس) ثم سمنود فى العربية، وكانت سمنود عاصمة الإقليم الثانى عشر من اقليم الوجه البحرى، واشتهرت سمنود فى الأسرة الثلاثين بعد أن أصبحت عاصمة لمصر كلها كان المعبود الرئيسى لسمنود الإله «أنوريس» وله معبد بالمدينة ما زالت آثاره باقية، وقد اكتسبت سمنود شهرة أخرى لأنها موطن المؤرخ المصرى «مانيثون» أول مؤرخ كتب تاريخا فى مصر القديمة.. وتعد سمنود أحد أهم المعالم المسيحية فى مصر، حيث بها كنيسة الشهيد أبانوب المقامة على الأرض التى مكثت بها العائلة المقدسة لمدة أسبوعين، وتعد سمنود مسار العائلة المقدسة.

منذ أربعين سنة أو زد عليها قليلًا، كان هناك فى سمنود بشارع فلسطين ورشة لتصليح السيارات، تعتبر أقدم ورشة للسيارات فى مركز سمنود، كنت أمر أمامها يوميًا تقريبًا وأنا طفل. وقتها كان والدى - ربنا يديم عليه الصحة - يرسلنى لشراء «علف» لخروفين وجديين جلبها لذبحها أضحية فى العيد الكبير، فكنت أمر أمام الورشة وأرى الخواجة «جورج» أو الشيخ «جورج» يخرج من مقام سيدى إسماعيل الترياقى - واحد من 21 شهيدًا من أيام الفتح الإسلامى منتشرين فى سمنود، عبروا من منية جناح ـ منية سمنود ـ حاليًا عائمين فى محاولة لاختراق صفوف الحاكم «يولو» آنذاك، ولكنهم استشهدوا وبعد أن عبر جيش المسلمين النهر عثروا على جثثهم وتم دفنهم كل فى مكانه - مقابل ورشة الشيخ «جورج» بعد أن يكنسه بالمقشة ويجلب بعض البخور وقد أوقد نارًا ليعطر به المقام، ثم يقوم بنفسه برش الماء أمام مقام سيدى الترياقى، وأعتقد أنه كان يفعل هذا يوميًا، والأكيد أنه كان يفعل هذا كل يوم جمعة.. المهندس «جورج» أو الشيخ «جورج» كما أحب أن أطلق عليه، جاء من اليونان واستقر به المقام مع عائلته فى سمنود، وقيل لى إنه جدد ضريح سيدى الترياقى على نفقته الخاصة وقيل لى أيضًا إنه كان يصوم شهر رمضان مع المسلمين. ومن النوادر التى تحكى في خطوبة ابنته كان معظم المدعوين من المسلمين ومن عادات السمنودية فى الأفراح أن يجامل أصحاب العروس أو العريس بالغناء فغنى أصدقاء وصديقات العروس من المسلمين أغنية من الفلكلور الشعبى بتقول وصلى صلى ع النبى صلى صلى.. واللى ما يصلى أبوه أرمالى... فهمس أحد المسلمين فى أذن من كان يغنى لكى يتوقف عن غناء هذه الأغنية، خشية من أن يجرح مشاعر أهل العروسين باعتبار أنهم من المسيحيين، فعندما سكتوا خرجت عليهم حرم الشيخ «جورج» أو الخواجة «جورج» وقالت لهم لما سكتم:غنوا معايا وصلى صلى ع النبى صلى صلى واللى مايصلى أبوه أرمالى.. كان الشيخ «جورج» رجلاً دمث الأخلاق عليه طيبة جميلة، ربما بسبب خدمته لمقام سيدى إسماعيل الترياقى، أو لأنه مصرى اختلط بين المسيحيين والمسلمين، فلم يعد يعرف إذا كان مسلمًا أو مسيحيًا.

[email protected]