رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أرفض بكل حسم أية دعوة لتقييد حرية الرأي مهما بلغ شذوذ هذا الرأي. الرأي يواجه بالرأي، ومنع أي رأي يكسبه تعاطفًا وربما اقتناعاً به.

المناسبة التي استدعت حديثي هذا، ارتفاع أصوات تنادي بمنع يوسف زيدان من الكتابة  والظهور علي شاشات الفضائيات، وتنطلق بعد ذلك إلي المطالبة بتقييد حرية التعبير بتجريم ما أطلقوا عليه إهانة الرموز  الوطنية والثوابت الوطنية. وتعيدنا هذه الأصوات إلي فترة مظلمة انطلقت فيها أصوات مماثلة تحمست  لما عرف بعد ذلك «بقانون العيب».

يوسف زيدان ـ في رأيي ـ يقدم مغالطات عبثية سبقه إليها في عصور مختلفة من تصور أن مثل هذه العبثيات تجعله محل اهتمام جماهيري، ولم تصمد هذه العبثيات أمام الحقائق التي كشف عنها العلماء المتخصصون.

المسئولون عن بث عبثيات يوسف زيدان ومغالطاته هم مقدمو البرامج الذين يستضيفونه «منفرداً» في برامجهم ويقدمونه بطريقة توحي بأن الرجل «مفكر كبير». هؤلاء يرتكبون جريمة مهنية كبري سواء بجهل أو بقصد. فإحدي أهم القواعد المستقرة في علوم الإعلام تحتم عدم تقديم رأي منفرد في «الموضوعات الخلافية» وتحتم أن في جميع الموضوعات الخلافية أكثر من ضيف يمثلون الآراء  المختلفة في الموضوع، وفي التنفيذ يجب أن يتم اختيار الضيوف من بين الشخصيات التي لديها الكفاءة علي عرض وجهة النظر التي تتبناها بشكل جيد وأن تمنح جميع الشخصيات المشاركة في الحوار فرصا متكافئة لعرض وجهة نظرها، وأن يلتزم من يدير الحوار بالحياد  التام ولا يسمح له بإبداء رأي يرجح وجهة نظر ضيف من المشاركين في الحوار.

التطبيق الأمين لهذه القاعدة يضمن تقديم مختلف وجهات النظر لمستمع الاذاعة أو مشاهد التليفزيون ويتيح له الفرصة لرؤية الموضوع من زواياه  المختلفة وبهذا يستطيع المستمع أو المشاهد أن يحدد موقفه بالانحياز الي إحدي وجهات النظر المطروحة، أو يخلص الي رؤية شخصية تأخذ من كل ضيف بعض ما طرحه من رؤي ويشكل المتلقي من ذلك كله رؤيته الخاصة.

لو تم تقديم يوسف زيدان بهذه الطريقة السليمة لما استطاع أن يثير «الضجة» التي أثارها بعبثياته.

يوسف زيدان يعرف ذلك.. وأظن أن من يقدمونه «منفرداً» في برامجهم  يعلمون ذلك لكنهم يريدونه فقط إحداث ضجة وصخب حول كل ماهو شاذن وللعلم فقد عرضت «الجمعية التاريخية المصرية» وهي هيئة علمية رفيعة المستوي تضم صفوة المؤرخين والباحثين في التاريخ وأعضاؤها هم قمة العلماء في مختلف عصور التاريخ. هذه الجمعية اتصلت بيوسف زيدان ودعته لندوة يطرح فيها رؤاه ويناقش العلماء  المتخصصين في كل حقبة تاريخية لكنه رفض الدعوة واتهم الجمعية بانها تريد أن تكسب «إعلامياً»؟! فعادوا وعرضوا عليه أن يكون اللقاء مغلقاً وبعيداً عن «الإعلام» حتي اذا قدم الوثائق والأسانيد العلمية التي تؤكد ما يردده سجلت الجمعية له هذا الموقف وأعلنت في بيان رسمي صدق رؤاه؟!

أدرك زيدان أنه محاصر فرد أيضاً هذا العرض وهذا العرض لم يزل قائماً فليقبل يوسف زيدان أن تلتقي أمام عدسات الفضائيات بالعلماء المتخصصين في الحقب التاريخية والموضوعات الي لها صلة بما يطلق من عبثيات شاذة. فان استطاع أن يقدم الأدلة والأسانيد العلمية  التي تثبت صدق كلامه كسب تعاطفاً وتأييداً كاسحاً.

أؤكد أن يوسف زيدان لن يجرؤ علي المواجهة.. وأؤكد أنه سيواصل عبثياته معتمداً علي بعض مقدمي البرامج الاذاعية والتليفزيونية الذين يمعنون في ارتكاب الجرائم المهنية وكل همهم أن يحدثوا ضجة وصخباً يجذب العامة.

مقدمو البرامج هؤلاء هم المسئولون عن اثارة البلبلة وهم «الفاعل الأصلي» في نشر عبثيات يوسف زيدان.