رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تمر الأيام وتختلف العهود؛ وتتعدد الرؤى السياسية؛ وتكثر المصطلحات الأيديولوجية؛ ولكن يظل للمناضل الثورى الأرجنتينى الأصل ارنستو تشى چيفارا مكانته الخاصة بين المختلفين معه والرافضين له، قبل المؤيدين والذين يجعلون من أفكاره نبراساً لهم عن طريقه يهتدون، لذلك فلا عجب أن يعاد طبع كتابه «حرب الغوار» من جديد، بل ويحظى بقدر كبير من الاهتمام فى مناحى سياسية وثقافية مختلفة.

ولعل أهمية الكتاب ترجع إلى أن أفكاره وآراءه فى الحروب وخاصة حروب العصابات أو التى تتم بين جيوش نظامية ومجموعة من الناس قد يكونوا ثواراً أو مرتزقة يمكن تطبيقها الآن على الكثير من الحروب الموجودة فى المنطقة العربية وبالأخص سوريا والعراق، إلى جانب أنه مؤلفاً يحوى تجربة شخصية إبان الثورة الكوبية، بكل ما فيها من حرب العصابات، وشحذ وتنظيم جموع الثوار والمناضلين، وكيفية بناء الهيكل التنظيمى للثورة، وأساليب الثوار للمحافظة على مكتسباتهم بعد نجاحهم فى الوصول للسلطة.

ولعل أهم ما فى الحرب الكوبية، التأكيد على إمكانية تغلب القوى الشعبية على الجيوش النظامية، وعدم الحاجة لانتظار تجمع كل الظروف الثورية، واتخاذ الريف كميدان للحراك الثورى ثم الانتشار فى المدن. ويرى جيفارا أن لحظة الإعلان عن الثورة، عندما يصل الشعب إلى درجة الاستياء العام من السلطة الحاكمة وأن أكبر الأخطاء التى يقع فيها الثوار تكون بتوجيه خطابهم للمثقفين وأبناء الطبقة المتعلّمة، متناسين أن الحراك الثورى الحقيقى إنما يقع بيد الطبقة الدنيا، من الفلاحين والمزارعين والعمال والمهمشين الذين أحسوا بظلم النظام الحاكم بشكل أكبر من غيرهم.

وحرب العصابات تتم إما بدخول الثوار ميدان النضال والكفاح، إلى جانب جيش نظامي، أو بتقدم جماعة مسلحة ثورية ضد السلطة القائمة. مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة الحفاظ على حياة المقاتل فى الجيش الثوري. ويعتقد چيفارا أن الدعاية هى الطريق الأفضل لتحقيق تلك الغايات، حيث يجب القيام ببث الأفكار الثورية بالوسائل الملائمة وعلى أعمق نحو ممكن، ويتطلب ذلك إسهام فريق كامل من المتعاملين، وإسهام منظمة تعضدهم وتساندهم فى ذلك. والدعاية الشفهية هى أعظم أنواع الدعاية على الإطلاق، فهى تنتشر بسرعة بين أوساط السكان، ولا سيما الفلاحون والعمال وأبناء الطبقات الدنيا ومن هنا يؤكد چيفارا أهمية امتلاك تقنية النقل الإذاعى اللاسلكى ومحطات الراديو. ويدعو چيفارا إلى تأسيس جهاز إعلامى مناهض للدعاية الغربية.