عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عام دراسي جديد هَلَّ علينا، فمثل كل عام حالة من القلق والتوتر تنتاب الأسرة المصرية بأكملها سواء لمتابعة المواد الدراسية المقررة على أبنائهم وما تحمله من تكدس في المقررات المنهجية وصعوبة في المحتوى والمضمون،أو لتكاليف الدروس الخصوصية التي أصبحت عبءيقع على عاتق رب الأسرة وتؤثر على ميزانية المنزل ككل.

لاشك إنها قضية مهمة وصعبة وأقصد التعليم سواء على الإدارات التعليمية وما تعانيه من نقص في الإمكانيات والموارد أو على مستوى الاسرة لما هو مطلوب منها في توفير مناخ ملائم لتخريج أجيال قادرة على مواكبة سوق العمل وخلق كوادر تستطيع أن تعمل في منظومة إنتاجية جيدة. وهذا ليس موضوعي ولكنى أهتم أن اطرح عبر هذا المقال قضية غاية في الأهمية أشعر بها وأتألم لها وخاصةً أني اتابعها منذ سنوات، كما أنها كادت أن يسلمها كل جيل للجيل الآخر، وهى قضية المقارنة بين الأبناء بعضهم البعض سواء في المنزل الواحد أو بين أقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم.

لقد خلق الله الإنسان وميزه عن غيره من باقي المخلوقات، كما خلق بنى البشر وجعل لكل منهم مميزاته وبصماته الخاصة حتى يكون مميز عن غيره من باقي البشر. فمنا الطيب والشرير، والقوى والضعيف، والكريم والشحيح، والمقدام والتابع، والقائد والمنقاد، والمتسلط والمستسلم، وكثير من السمات والصفات التي تميز شخص عن آخر ولكل فرد له ما له وعليه ما عليه بمعنى أنه خلق البشر وجعل لكل فرد بصمة منفردة تميزه وتجعل منه شخصًا بذاته حتى لا نكون صور متكررة من بعضنا البعض. وهنا أرى أن على الآباء دورًا كبيرًا ومهما حتى لا يوثروا سلبًا على نفوس أبنائهم لتحفيزهم وتحسين أدائهم العلمي والدراسي، فبدلاً من أن يلعبوا دور التحفيز والدفع للأمام سينعكس ذلك الأمر بالمقارنة إلى دور الغيرة والكره . فبمجرد أن يقارنالآباء أبنائهم بما حققه أخيه، أو زميله أو جاره في الدراسة مثلاً وحصوله على درجات عالية وما يؤديه من مهارات فنية ورياضية متميزة فإنهم بهذا التصرف الأحمق يخلقوا حالة من الضغط النفسي وممارسات تربوية غير صحيحة لا تؤدى في النهاية إلانتائج سلبية وعكسية لعل من ابرز السلبيات التي تعود على الأطفال بالمقارنة بينهم البعض هي الضغط والإجهاد، والتقليل من احترام الذات، وعدم سعى الطفل لتحسين مهارته، وتحجيم مهارته الشخصية عن الظهور وعدم السعي إلى تطويرها كذلك خلق حالة من العداوة بينه وبين الأطفال المقارن بهم. كما تخلق المقارنة حالة من اليأس لدى الاطفال لإحساسه الدائم بعدم قدرته على مواكبة أقرانه وتحقيق ما يقوموا به من مهارات وإمكانيات ليست موجودة لديه، مع العلم أنه قد تتوافر به سمات وقدرات فريدة جيدة تميزه عن غيرة من أبناء جيله.

وفى النهاية لا استطع أن أقول إلا أن كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيّته فعلى الآباء والأمهات حسن معاملة أبنائهم والتركيز على الإيجابيات في شخصية أبنائهم والعمل على تطويرها ونبذ ما بها من سلبيات أو العمل على تقليصها بقدر المستطاع.