آفة الصحافة
هذه هى الحلقة الرابعة ضمن سلسلة لمطلب انشاء مركز ثقافى مصرى بهولندا ، وقد شرحت من قبل وبلغة هادئة أهمية وجود مثل هذا المركز ، موضحاً انه سيكون له فاعلية تكمن فى تصحيح المفاهيم الخاطئة التى تروج فى وسائل الاعلام الهولندية ، سواء عن قصد أو بدون هدف تشويه صورة مصر .
ولم يعُد من الصواب الاستمرار فى توجيه أصابع اتهامات للصحافة الأجنبية أو جهة بعينها ، ولابد ان نسأل أنفسنا أولاً عن دور الدولة فى واجبها المنوطة به لعرض صورة حقيقية لمصر فى الخارج ، وعدم ترك الساحة الإعلامية والسياسية والثقافية خالية تماماً للآخرين ، وتضطر الإدارة السياسية مُمثلة فى البعثة الدبلوماسية " حال قيامها بدورها " فى الدفاع عن نشر الصور المشوهة عن مصر ، بدلاً من مهمة الريادة وأخذ المُبادرات بإنتظام فى تبنى عرض المصالح القومية التى تعود بالمنافع على الوطن .
تحضرنى مقولة " ما لا يُدرَكُ كُلُّه ، لا يُترَكُ جُلُّه " وهى في الأصل قاعدةٌ أصولية، تُستَخدَمُ عِندَ الفُقَهاءِ والمُجتَهدين، ولكِنَّها تَنطَبِقُ على كافة أوجه الحياة الأخرى، فلا يَجدُرُ بِنا التَّخَلي عَن أمرٍ ما لِمُجرَّدِ أَنَّنا لَمْ نُدرِكه كُلَّه، فلو أدركنا أكثَرَهُ كان خيراً أيضا ، ولا يَترُكُ أحداً أمرَ خيرٍ بَدأهُ إلا كان ذلك مظهراً مِن مَظاهِرِ الضَّعفِ، ونَقصاً ومذمةً تبقى في نفسهِ أمداً، تَضُرُّهُ ولا تُفيدُه .
أوجه رسالتى الآن للهيئة العامة للإستعلامات كمؤسسة قومية منوطة بدور الترويج لمصر فى الخارج ، وثقتى فى تلك المؤسسة لما لها من تاريخ عريق تسمح بذكر ان لديها ملفات سياسية متنوعة عن دول أوروبية وخاصة " هولندا " ، وتُدرك مدى أهمية ان يكون لمصر مركز ثقافى بها .
أيضاً يعرف خبراء الاعلام فى الهيئة العامة للإستعلامات ان هولندا يوجد بها واحد من أخطر وأهم المؤسسات الاسرائيلية فى مدينة لاهاى وهى : مركز المعلومات والتوثيق الإسرائيلى ، الذى تأسس في عام 1974 ، وتقول عن مهمتها انها لا تنفصل عن مصالح إسرائيل ، وتتبنى مصالح الشعب اليهودي، في أي مكان في العالم.
ومن أنشطتها المنتظمة : توسيع وتعميق المعرفة عن إسرائيل وسكانها ، وتوفير منصة مناقشات للعلاقات المتناغمة بين إسرائيل والعالم العربي ، ومحاربة معاداة السامية والعنصرية ، ويؤكد هذا المركز بانه صوت موالي لإسرائيل ، يشيد بسياساتها ، ولا يتردد فى اتخاذ مواقف حاسمة لدعم إسرائيل .
وينظم المركز الاسرائيلى نقاشات وندوات تضم متحدثين مشهورين ، ويؤثر على صانعي الرأي والأكاديميين والصحفيين والسياسيين المحليين والطلاب وغيرهم ، كما ينظم اجتماعات خاصة ودورات تدريبية بشأن القضايا ذات الصلة.