رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

التاريخ يؤكد ان لكل بداية نهاية، فهل حقاً من الممكن ان ينتهي عصر الدولار الأمريكي؟، وهل هناك مؤشرات لذلك؟، الموضوع لا يمكن تغطيته في مقال لكن دعونا نناقش الموضوع في نقاط:

•        تاريخياً سبق ان تم ذلك فالجنية الأسترليني كان العملة العالمية السائدة ولكن تراجع وفقد دورة بعد أن دمرت الحرب العالمية الثانية الاقتصاديات العالمية، وخرج الاقتصاد الأمريكي من الحرب سالم،واستنفذت الحكومات الأوروپية احتياطاتها من الذهب واستدانت من أمريكا، وهكذا سقط الجنية الأسترليني كعملة سداد عالمية.

•        بعد الحرب العالمية الثانية كان لابد من البحث عن نظام نقدي ينظم المعاملات الدولية، ويضع اسس للنظام الأقتصادي العالمي، وتم الأعتماد على الدولار الأمريكي مقوماً بالذهب ومعتمداً على سعر صرف ثابت للدولار قدر ب 35 دولار لكل أونصة من الذهب ( اوقية )، وتزامن مع ذلك تأسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

•        تخلت الولايات المتحدة عن معيار الذهب عام 1971، وبالتالي اصبح في مقدور أمريكا طباعة اى كمية من العملات الورقية استناداً الى قوة اقتصادها، وبالتالي يرتفع وينخفض الدولار بأرتفاع وانخفاض الأقتصاد الأمريكي، ولذلك تجتهد كثير من الدول لضمان استقرار الأقتصاد الأمريكي، حتى لا ينهار الأقتصاد العالمي، وفي نفس الوقت تسعى كثير من الدول لتغير الدولار كعملة سداد عالمية من تلك الدول الصين وروسيا.

• الرفاق حائرون .. يفكرون .. يتسألون في جنون .. حيث فشل العالم في إيجاد بديل للدولار ، ما هو المخرج من تلك الأزمات المالية المتكررة التى تضرب بمصالح معظم الدول، وكانت الأجابة فى احد قمم مجموعة العشرين بانه يجب التحول الى عملة عالمية جديدة للسداد الدولي، وبالتالي نظام مالي جديد يضبط أيقاع السياسات المالية ويحقق مصالح الجميع، واقترح البعض ان يقوم بهذا الدور صندوق النقد الدولي، أو بنك السداد الدولي ليقوم بدور بنك البنوك المركزية والذي كان يقوم بهذا الدور حتى اختطاف دوره من قبل أمريكا متذرعة في ذلك بان الأخير كان يقوم بعمليات غسيل أموال أبان الاحتلال النازي، وبالتالي تفردت أمريكا بالسيطرة على القوة النقدية.

• خطوات متلاحقة كانت تهدف للحد من الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي من خلال الدولار. وأخر تلك الخطوات أخبار عن أفصاح الصين عن رغبتها في سداد قيمة عقود مشترياتها من النفط بالعملة الصينية بدلا من الدولار الامريكي، وكدعم لتلك الخطوة أعلنت الصين إن العقود قابلة للتحويل إلى الذهب، وبالرغم من أن الصين هي الشريك التجاري الأهم للولايات المتحدة، وتحتفظ بأحتياطي نقدي ضخم من الدولار الأمريكي، الا انها تخطط  لتدويل اليوان خاصة بعد إقرارها كعملة حقوق سحب خاصة لدى صندوق النقد الدولي، يذكر ان هناك خطوات سابقة لهذا القرار تتمثل في تعاقد الصين على صفقات ضخمة وكثيرة منها  عقود نفط مع  روسيا بموجبها تحصل الصين على النفط من روسيا لمدة ثلاثين عامًا و يتم الدفع بالروبل الروسي واليوان الصيني.

• من الواضح أن الثقة الدولية في الدولار الأمريكي تهتز، وبالتالي فمن المؤكد أن العالم في حاجة إلى نظام نقدي بديل يساعد الدول والأسواق على الاستقرار والنمو، هذا النظام أعتقد بأنه يحتاج الى أكثر من عملة واحدة.

• ويبقى الأمل: في ان يسود العالم نظام عالمي جديد أكثر عدالة، وحتى يتحول الأمل الى واقع يجب ان نتذكر ان ذلك صعب المنال في الاجل القصير فأن امريكا هى الاقتصاد الاقوى وهى دولة العلم والمخترعات ،. كما يجب ان نتذكر ان دوام الحال من المحال.

[email protected]