رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

لفترة قريب كنت أعتقد أن مقولة: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، من الأقوال المأثورة الأقرب للأمثال الشعبية، لكننى قبل سنوات فوجئت بالمقول فى صحيح البخارى مرفوعة إلى الرسول الكريم، واكتشفت بعدها أنها من الأحاديث الصحيحة، وقد ذكر فى أكثر من موضع: صحيح مسلم، وأبوداود، وابن ماجة، وذكر إنه قيل فى شاعر اسمه أبوعزة.

عدت لبعض المصادر الخبرية، واتضح أنها ذكرت بالفعل واقعة ربطت فيها بين الرسول وبين أبى عزة، وقيل إن الرسول قتله، وقيل انه مات بمرض البرص، وقيل حاول الانتحار، وقيل مات مشركا فى الشام، وقيل إنه لا علاقة بين مقولة الرسول وبين أبى عزة.

أبوعزة، اسمه عمرو بن عبدالله الجمحى، وكنى بأبى عزة، نسبة لابنته الكبرى، وهو أحد الشعراء الذين أدركوا الإسلام وهاجموا الرسول عليه الصلاة والسلام،

وقصته مع الرسول ذكرت فى العديد من المصادر: سيرة ابن هشام، والروض الأنف، وطبقات فحول الشعراء، وفتح البارى، والبداية والنهاية، والتلخيص الحبير.

قيل وقع أبوعزة فى الأسر يوم بدر ولم يجد من يفتديه، وكان كثير العيال، وقال للرسول عليه الصلاة والسلام بعد أسره: من للصبية يا محمد!! فعفى عنه النبى، وذكر ابن سلام فى طبقات فحول الشعراء: كان مملقا ذا عيال، فأسر يوم بدر كافرا، فقال:

ــ يا رسول الله، إنى ذو عيال وحاجة قد عرفتها، فامتن على

ــ فقال الرسول: على أن لا تعين على، يقصد شعره

ــ قال نعم، وعاهده وأطلقه، فقال: ألا أبلغا عنى النبى محمد/ بأنك حق والمليك حميد.

فلما كان يوم أحد، دعاه صفوان بن أميه بن خلف الجمحى، وهو سيدهم يومئذ، إلى الخروج، فقال: إن محمدا قد من على وعاهدته أن لا أعين عليه، فلم يزل به، وكان محتاجا فأطمعه، والمحتاج يطمع، فخرج فسار فى بنى كنانة فحرضهم فقال:يا بنى عبد مناة الرزام / أنتم حماة وأبوكم حام/لا تعدونى نصركم بعد العام/لا تسلمونى لا يحل إسلام

وزعم ابن اسحاق فى السيرة أن أبا عزة أسر يوم أحد، فقال: يا رسول الله من على؟، فقال النبى عليه السلام: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين وقتله، ابن سلام قال فى طبقات فحول الشعراء: ذكرت ذلك لابن جعدية فقال: ما أسر يوم أحد هو ولا غيره، ولقد كان المسلمون يومئذ فى شغل عن الأسر.

 وقال ابن جعديه: برص أبو عزة بعد ما أسن، وكانت قريش تكره الأبرص وتخاف العدوى، فكانوا لا يؤاكلونه ولا يشاربونه ولا يجالسونه، فكبر ذلك عليه، وقال: الموت خير من هذا، فأخذ حديدة وصعد إلى جبل حراء يريد قتل نفسه، فطعن بها فى بطنه، فضعفت يده، فمارت الحديدة بين الصفاق والجلد، فسال ماء أصفر، وذهب ما كان به.

 

[email protected]