رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نظرة للمستقبل

الرحمة هى تعبير رائع وجميل عن إنسانية الإنسان فى الكلمة والموقف، فهى تؤلّف بين القلوب، وتذوّب الجليد، وتزيل الحواجز، وتفتح سبل التفاهم والتعاون، وهى تعلِّم كيفية التقاء العقل مع العقل، والقلب مع القلب والإنسان مع أخيه الإنسان. والرَّحمة هى الرِّفق، واللِّين، والعطف، والرَّأفة، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلّم - يدعو النّاس بالرِّفق، واللِّين، وقد كان حنوناً جداً، ولم يكن يُجبِرُ أحداً على الدُّخول فى الدين، بل كان يُخاطِب العُقول بالحكمة لإقناعها، ويستميلُ قلبَ الشّخص بعيداً عن الغِلظةِ والحقدِ والكُره ؛ تنفيذاً لقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، فالرحمة هى العفو والعطف والرقة والشفقة وهى صفة جميلة جدا تعبر عن التسامح وحب الآخرين، والرحمة تعبر عن طلب المذنب بالنظر بعين الشفقة والطيبة وطلب المغفرة، فالرحمة خلق طيب ورفيع المستوى يتميز به الطيبون والمحبون لمن هم حولهم، ولذلك يجب علينا التماس المغفرة والعفو عند المقدرة للآخرين والنظر إليهم بعين الرحمة والحب والتسامح. جميلٌ أن يكون الإنسان رحيماً، ولكن ما أجمل أن تشاركه الرحمة مفردات الحياة من حوله، لنرى الرحمة تكتسى قلوب الحيوانات، وكل من حباه الإله روح الحياة. الرحمة لا تُورث ولا تُباع ولا تُهاب، فمن خُلِقَ رحيماً، فاز وبلا أدنى شك بهبة من الخالق حسده عليها من افتقرها، هذا إن كلف نفسه وأدرك افتقاره لها من الأساس، فمنا من يقضى أيام عمره، وهو يلوم فلاناً لقسوته، وينسى أن يرى نفسه التى لم تحرك ساعداً لترحم من فى الأرض، حتى تستحق أن يرحمها من فى السماء، ومع ذلك فإنه يرحمها، لأنه جل فى علاه أكبر من أن ينتظر سؤالنا ليعطينا. صفة جميلة هى الرحمة، نعت بها الخالق نفسه، فسمى نفسه بالرحمن تارةً وبالرحيم تارةً أُخرى، ومنح خلقه على اختلاف أنواعهم من نباتات وحيوانات وبشر هذه الصفة ليسخروها بينهم لا عليهم، ويقدروها لأنهم، فى نهاية الأمر وأوله فى حاجته الماسة التى لا ينكرها أحد. أنظر فى العالم، وأبحث بين حروف كلماته المتقاطعة عن تلك الكلمة، لوهلة أشعر وكأنها انقرضت من قاموس الحياة، وحلت محلها أنانية، وظلم واستبداد يغمر الأمكنة على اختلاف خطوط طولها وعرضها، ثم تلمح عيناى هذه الصورة، فتحرك بى ما تبقى من مشاعر بعد أن خلت إنها تجمدت فى ظل صقيع المشاعر الذى نعيش فيه، فإذا أردنا ان نرحم بعضنا البعض لابد أن نبدأ  برحمة كل شئ غير الإنسان أولا. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة. فارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء لكى ننعم بحياة سعيد تملأها الرحمة فالرحمة هى جوهر الحياة.