رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

لو فكر كل واحد فينا.. فى حال أولاده وأسرته بل وكل عائلته.. إذا ما انحرف فسيفكر ألف مرة.. قبل إقدامه على جريمته!!

ففى كل يوم والثانى.. نسمع عن سقوط مجرم من علية القوم.. وآخرهم سقوط أربعة ضباط شرطة بشحنة مخدرات.. بنفق الشهيد أحمد حمدى.. وقبلها بفترة وجيزة.. ضبط رئيس محكمة.. بشحنة مخدرات بنفس المكان.. وبعدها أيضاً ضابط شرطة كبير.. وضع المخدرات فوق موتور السيارة.. فاشتعلت المخدرات وفاحت ريحتها.. وتم ضبطه على الفور!!

ناهيك عن جرائم الرشوة.. والتى سقط فيها مسئولون كبار.. حتى وصل الأمر للوزراء.. وسجن وزير الزراعة بسببها.. وأخيراً سقطت نائب محافظ الإسكندرية..والتى كانت مرشحة بقوة لشغل منصب محافظ.. فى أقرب تغيير للمحافظين!!

والسؤال الملح هنا.. لماذا يسرق الكبار ويرتشوا.. رغم أن أغلبهم يملك المال والسلطة.. التى توفر له حياة كريمة.. بعيدة عن سكك الحرام ودروبها.. فلماذا يرتشوا؟!

صحيح أننا نتفهم أحياناً.. لجوء صغار الموظفين.. لمد أيديهم.. وإن كنا لا نبرر الجريمة.. لكن أقول أحياناً نتفهمها.. وأنها تمت لضيق الحال وقلة الحيلة..

لكن ما عذر الكبار فى السرقة والرشوة والإتجار فى المخدرات.. وكافة صور الجرائم الأخرى.. فمرتباتهم عالية.. ومكافأتهم وحوافزهم وأرباحهم أعلى وأعلى.. فلماذا ينحرفوا بهذه الصورة المخزية!!

لماذا لا يجلسون بينهم وبين أنفسهم.. ليتخيلوا حال أولادهم فى مدارسهم وجامعاتهم.. وكيف سيتعامل معهم الزملاء.. لماذا لا يتخيلون أحوال زوجاتهم وأولادهم وأخوتهم فى مقار عملهم.. والعار الذى يكسر نفسهم فى كل لحظة.. وهمسات وهمهمات الزملاء.. وربما تريقتهم وشماتتهم فى الأسرة!!

لماذا لم تفكر فى كل هذا قبل أن تنحرف.. هل كنت تتخيل أنك تؤمن مستقبلهم بمالك الحرام.. ألم تعلم أن المستقبل والتأمين بيد الله تعالى.. هل تخيلت لحظة انكسار نفس ابنتك.. وهى تتهرب من نظرات خطيبها بعد القبض عليك.. هل تخيلت ابنتك المتزوجة.. وأهل زوجها ينعتوها با بنت الحرامى.. أو بتاع المخدرات..أو بنت المرتشى!!

لا يا أخى لقد أضعت دنياك وآخرتك.. لقد أسرتك التى أمرك الله بالحفاظ عليها ورعايتها!!

للأسف الشديد يعملوها الكبار.. ويشيل تبعاتها الصغار!!

أما كلمتى الأخيرة فهى للمجتمع والناس..

فأتمنى الرحمة بأسر هؤلاء.. لأنهم لا ذنب لهم.. وﻻ وزر عليهم من انحراف عائلهم.. وضع نفسك مكان هؤلاء الضحايا.. وتصرف كما كنت تود أن يتصرف معك الناس.. وتذكر دائماً أن هؤلاء ضحايا لإجرام ذويهم.. تماماً كما نحن ضحايا لسرقاتهم ورشواهم وابتزازهم لكل خلق الله.. فمن يرحم يرحم.. وأعقل الناس أعذرهم للناس.. كما قال سيدنا الإمام على كرم الله وجه.