رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. بالصراحة اللى فى زماننا قليلة أقولها وأنا مطمئن البال ومرتاح الصبر بأن أعظم إدارجى فى تاريخ الأندية المصرية كان وسيظل هو الكابتن صالح سليم الرجل الذى تحول الى ما يشبه الأسطورة، وترك لنا مؤسسة اجتماعية ورياضية اسمها النادى الأهلى نفخر بها جميعاً ونعتز حتى لو لم نكن  من مشجعى الفانلة المفترية وبمزيد من الصراحة أقول لحضراتكم إن أحداً  ممن خلفوا صالح سليم لم يرق الى قامته  ولم يقترب من اسطورة صالح ولم تتوفر له هذه الهالة من الضوء التى كانت تصحب صالح.. وحتى وهو على سرير المرض وقد شاء حظى الحسن أن زارنا صالح سليم فى لندن وكان بصحبته ولد مشهور فى عالم الإسكواش تحول الى مدرب وقد نجح فى كل مجال الا فى مجال الجدعنة. المهم أن صالح سليم الذى كنت أراه جامداً.. صامتاً قليل الكلام ممنوع الهزار معه أو أمامه وجدت نفسى أمام صالح سليم مختلف تماماً.. فى البداية اتصل بالسعدنى الكبير واستأذن فى الحضور.. وغضب السعدنى لهذا الأمر جداً لأن باب شقة السعدنى المتواضعة فى لندن لا يغلق على الاطلاق الا فى صباح كل يوم بعد أن ينفض المولد الذى يحضره كل المبدعين فى بلاد الإنجليز.. وقال السعدنى لعمنا صالح سليم.. أنا اللى بارجوك تسمح لنا نقعد معاك.. وجاء صالح وانفتحت خزائن الذكريات مع الأسف هى أحداث لا يمكن أن ننشرها سواء تلك التى رواها السعدنى فى الحارة عن لعب الكورة الشراب ومرور رجل دين شاط العم طوغان بمنطقة حساسة فى جسمه بدلاً من أن يشوط الكورة، وحدث ان الرجل خرج عن أصول الكلام وسبب للعيال الذين كانوا يلعبون الكورة ممهم غزال وطوغان والسعدنى وعبدالمنعم عثمان وبالطبع زفوا الرجل زفة اسكندرانى.. وكأننا فى مباراة للحكى.. تسلم الكابتن صالح حديث الذكريات يحكى عن رحلاته وهو شاب صغير فى فريق الكورة وكيف كانوا يمسكون بالكورة «الكفر» ويدعكونها بالطماطم حتى يصبح ملمسها ناعماً ذلك لانها كانت اذا ضربت فى رأس أحدهم أفقدته الوعى.. ويحكى العم صالح عن بائع كحك وسميط اشار لهم وهو في سيارة الفريق لكى يركب معهم وبالفعل كان للرجل ما أراد وحكى لنا العم الجميل ما جرى للرجل بعد أن علم انهم يلعبون الكورة وقال: أتاريكم.. لما رفعت أيدى وقفتوا تكونوش.. افتكرتونى حكم.

وضحك الرجل ثقيل الظل من أعماق قلبه وحده.. وهنا لم يعد هناك سميط فى القفص.. ثم بدأت حفلة على الرجل.... من كحك.. لكحك ومضى الكابتن صالح فى سرد ذكريات ليته كتبها أو حفظها على الورق حتى تعلم الأجيال السعيدة الجديدة، كيف عانى هذا الجيل وحرث فى البحر كى يجد لنفسه مكاناً تحت شمس هذه اللعبة اللى هى أفيونة كل الأمم.

لقد تذكرت عمنا الكبير صالح سليم وأنا أرقب ما يجرى فى القلعة الحمراء وأجد نفسى منحازاً لأحد المواهب الكروية البديعة التى أسعدت ليس فقط عشاق الفانلة الحمراء ولكن السعادة امتدت لنا أيضاً نحن مشجعى الزمالك والاسماعيلى والاتحاد والأوليمبى والمحلة والترسانة وسائر الأندية المصرية عندما ارتدى هذا الفتى الذى لا نظير له فى الملاعب المصرية محمود الخطيب فانلة منتخب مصر فأشاع البهجة وأدخل السعادة وملأ حياتنا بالفرح.. فليس هناك من لحظات السعادة ما يضاهى الفوز بكأس القارة السمراء التى هى أعظم قارة تلاعبت بالكورة خلال الـ30 سنة الماضية، ولكن مع الأسف جيل محمود الخطيب لم تكتحل عيناه برؤية ملاعب كأس العالم.. ولكن الخطيب دخل القلوب ولن يخرج منها على الاطلاق ووجود محمود الخطيب اللاعب الرائع والإنسان الخلوق يضمن لهذه المؤسسة ان تستعيد دوراً اختفى من سنوات بعيدة، فقد كان فى الأهلى قطاع للناشئين اعتمد عليه الفريق فى سابق الزمن ولكن منذ أن جاء القيعى وأخذت الرياضة فى مصر بالوقوع.. عندما قرر أن يستولى على كل صاحب موهبة تظهر فى أندية الأقاليم والمحافظات وعلى هذا الأساس كان الخاسر الأعظم  هو فريق الإسماعيلى.. اجمل بلد فى مصر تنتج فاكهة الملاعب الخضراء ومع الأسف لم يهنأ أهل الاسماعيلية بأى موهبة كروية بل العكس كان صحيحًا.. فقد تم الاستيلاء مثلا فى عام واحد على عبدالله الشحات والسعيد وبركات وسيد معوض.

وكان هذ الأمر كفيلاً بالقضاء على الدراويش ولعلنى هنا أذكر حادثة وقعت كادت تؤدى الى احراق الاسماعيلية بأكملها عندما بدأت المفاوضات من قبل البعض فى النادى الأهلى لكى ينتقل احد ابناء الاسماعيلية ومعشوق جماهيرها الكابتن حسنى عبدربه واشتعلت ثورة الغضب وكان هذا الكلام أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. ولم يهدأ الأمر ولم يستطع مخلوق أن يتدخل لمنع  كارثة كادت تحرق الاخضر واليابس وفى هذه الأيام كنت  من أشد معارضى جمال مبارك وعملية التوريث غير المقبولة فى بلادنا.. أقول كتبت عن الانسان الوحيد الذى استطاع أن يبطل  مفعول القنبلة وان يمنع حدوث الكارثة وان يبقى على عبدربه داخل قلعة الدراويش وكان هو الابن الأكبر لمبارك «علاء» ولكن ما كتبته عن علاء مبارك فى واقعة الاسماعيلية لم يقبل أحد أن ينشره واليوم أنا باعتبارى عضواً فى النادى الأهلى سوف أمنح صوتى بالتأكيد للعزيز الغالى اعظم من تلاعب بالكورة فى ملاعبنا العربية النجم الذى لن تغرب شمسه أبداً .. محمود الخطيب.