رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجمع الدراسات المعنية بتقدم الأمم علي أن «التعليم الجيد» هو مفتاح التقدم في جميع المجالات.

من هنا حرصت دائماً علي متابعة وزراء التربية والتعليم لأكتشف رؤاهم وممارستهم للنهوض بالعملية التعليمية في مصر والتي هبطت إلي الحضيض وتزداد كل يوم سوءاً، ورغم محاولات مخلصة لعدد من وزراء التربية والتعليم لاصلاح منظومة التعليم في مصر، إلا أن مستنقع الفساد الذي يحاصر وزارة التربية والتعليم ويتخللها لم يسمح لأصحاب النوايا الحسنة من الوزراء بالاقتراب من اصلاح حقيقي، لأن الاصلاح الحقيقي يتطلب مواجهة شجاعة مع قوي الفساد المنتشرة في كل مواقع وزارة التربية والتعليم.

وزير التعليم الحالي سبق توليه الوزارة أخبار عن خبرته المتميزة في مجال التربية والتعليم، ورغم ذلك فقد تابعت قراراته ليطمئن قلبي إلي انه لن يستسلم- يأساً- لقوي الفساد ويكتفي بالنوايا الحسنة.

أعترف بأن وزير التربية والتعليم فاجأني بقراراته الشجاعة ورؤيته الشاملة لمشكلات العملية التعليمية في مصر، وقدرته علي ابتكار الحلول العملية التي لا تتصادم بعنف مع الواقع السيئ، ولا تستسلم لبقائه، لكنه يعرف كيف يواجه مافيا الفساد بجسارة وصلابة وفي نفس الوقت بمرونة تراعي الواقع- مؤقتاً- ليحرم مافيا الفساد من الصراخ والعويل واستنفار المتضررين من محاربة الفساد.

حتي الآن حقق الوزير نجاحات ملموسة في أكثر من اتجاه، ولكن مافيا الفساد والقوي المستفيدة من الأوضاع الفاسدة بدأت توجه سهامها المسمومة للرجل، وكثرت محاولات اجتزاء جمل أو حتي كلمات من تصريحات للوزير لتفسيرها بطريقة تستفز المعلمين أملاً في أن تتحرك هذه الكتلة الضخمة من المعلمين ضد سياسات الوزير فتجهضها.

ولا أخفي شعوراً بالخوف من نجاح مافيا الفساد في حربها ضد الوزير سواء بدفع القيادة السياسية للإطاحة به لتهدئة الأصوات الصارخة، أو بشعور الوزير بـ«القرف» واليأس فيبادر بالاستقالة.

وأري من واجبي كمواطن يدرك مدي الجهد الذي يبذله الوزير، ويعرف حجم وقدرة مافيا الفساد، ويدرك أيضاً أن خطط الاصلاح الشامل لمنظومة التربية والتعليم هي الأمل في تقدم مصر في كل المجالات، ويثق في أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لديه رؤية شاملة وواضحة لاصلاح العملية التعليمية والارتقاء بها بالتدرج الطبيعي ليصبح التعليم في مصر «تعليماً جيداً» ترتقي به مصر.

وحتي ندرك تشعب الفساد والذي يواجهه الوزير أشير إلي بعض القوي التي تتحفز لإجهاض خطط الوزير لاصلاح وتطوير العملية التعليمية.

1- أصحاب «المدارس الخاصة» ويمثل هؤلاء مجموعة ضغط هائلة، فأصحابها من رجال الأعمال الذين رأوا في الاستثمار في «التعليم الخاص» فرصة لتحقيق أرباح هائلة، فحولوا التعليم من «رسالة» إلي «تجارة» وأرادوا أن يمارسوا هذه «التجارة» دون أي قيد طبيعي تفرضه وزارة التربية والتعليم سواء بتحديد المصروفات المدرسية أو حتي في مجال المناهج.

هؤلاء يعلمون جيداً أن اصلاح منظومة التعليم الحكومي في مصر سوف تخصم من حشود طالبي الالتحاق بالتعليم الخاص وسوف تحرمهم من مليارات يحققونها كل عام.

2- الجهات المستفيدة من طباعة كتب الوزارة وهي كتب لا يستخدمها الطلاب وتكلف الوزارة سنوياً عدة مليارات من الجنيهات، وقد بدأ الوزير هذا العام بتقليص ميزانية طباعة الكتب دون أي تأثير علي المناهج وتم توفير سبعمائة مليون جنيه، ويستطيع إذا واصل هذا النهج أن يوفر مليارات يتم توجيهها إلي وسائل أخري حديثة تسهم في تطوير العملية التعليمية.

فهل نتصور أن تستسلم الجهات المستفيدة من هذه المليارات كل عام.

3- مافيا الدروس الخصوصية... وأعضاء هذه المافيا يحققون الملايين ويسهمون في تشجيع الطلاب علي عدم الانتظام في الدراسة.

تطوير التعليم سوف يحرمهم من هذه المليارات فهل نتصور انهم سوف يستسلمون.

هذه بعض القوي الرئيسية التي تحتشد لشن حرب شرسة ضد الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم.

والأمل كبير في ادراك القيادة السياسية لهذه الأوضاع وفي مؤازرتها ودعمها لوزير التربية والتعليم ليتمكن من تنفيذ الخطط المتكاملة التي وضعها لاصلاح التعليم وتطويره وصولاً إلي مفتاح التقدم وهو «التعليم الجيد».