عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

جذبنى بشدة.. ذلك الموضوع الذى دعتنى للحديث فيه.. قناة الحرة أواخر الأسبوع الماضى.. فهو عن «حاشية الحاكم» فى العالم كله.. وفى الدول العربية على وجه التحديد!

فقلت فيه إن الاختلاف بين حكام الدول الديمقراطية.. وبين حكام العالم العربى.. أن الأولين.. يدركون أنهم مجرد موظفين كبار.. عند شعوبهم ومن هنا وجب عليهم.. محاسبتهم ومراقبة أعمالهم.. وحتى اختيار فريق العمل.. الذى يعمل من خلاله الرئيس.. وهو ما اصطلح على تسميتهم بمستشارى الرئيس!!

ففى البلاد الديمقراطية.. يتقدم الرئيس أو رئيس الوزراء -حسب نوع الحكم- بقائمة مستشاريه.. وفريقه الرئاسى إلى البرلمان.. وهو هنا الممثل الشرعى للشعب.. فإذا وافق البرلمان على اختياره.. مضى فى طريقه.. أما إذا اعترض البرلمان.. على تشكيل الفريق الرئاسى.. كله أو بعض أفراده.. وجب تغييره فوراً!

وضربت مثلًا على ذلك.. بمجلس العموم البريطانى.. والذى اعترض على اختيار رئيس الوزراء.. لأحد مستشاريه لمجرد أن الأخير ارتكب مخالفة مرورية.. بأن قاد سيارته وهو مخمور.. فكيف يشارك فى قيادة الوطن كله.. وهو بهذه الرعونة.. وعلى الفور أذعن رئيس الوزراء.. واستبدل بالمرشح للمنصب آخر.. حاز ثقة البرلمان!!

أما فى البلاد العربية.. فالوضع مختلف تماماً.. فالحاكم يعتبر أنه ملك البلاد بمن عليها.. وعلى هذا لا يجوز لأحد محاسبته أو مراقبته.. أو التدخل فى اختيار فريقه الرئاسى أو الملكى.. كما أنه غير مطالب بتقديم كشف حساب لشعبه!!

ومن هنا أصبح اختيار.. الحاكم لحاشيته فى العالم العربى كله.. قائمًا على أهل الثقة.. وليس أهل الكفاءة.. ومن هنا تقوم هذه الحاشية الفاسدة.. بإقامة جدار سميك بين الحاكم وشعبه.. فلا يسمع أنينهم.. وﻻ حتى لصرخاتهم من وقع سياط الفساد.. والفقر والاستغلال!!

ولهذا قامت الثورات فى البلاد العربية.. ولم تقم فى غيرها.. حتى فى ذلك الكيان الصهيونى المحتل.. لماذا لأن صوت الشعوب هناك مسموع.. بينما صوت الشعب فى عالمنا العربى مقموع.. ولا سبيل فى وصوله للحاكم إلا بالثورات.. ولن يفهم الحاكم إلا بعد فوات الأوان.. ليقف أمام شعبه.. كما قالها الرئيس التونسى زين العابدين بن على «الآن فهمت»!!

إذن صلاح الحاكم أو فساده.. يتوقف -إلى حد كبير- على اختياره لحاشيته.. أو قائمة مستشاريه وفريقه الرئاسى!!

وضربت مثلًا بالرئيس عبد الناصر.. والذى كان يكلف فريقه الرئاسى.. بابلاغه بكل شىء.. حتى بالنكات السياسية.. التى تقال عنه لإدراكه إن الشعب المصرى.. غالبًا ما يستخدم هذه النكات.. للتعبير عن رأيه وآلامه وآماله.. لذلك اقترب ناصر من شعبه.. ودخل قلبه حتى الآن.. لأنه كان يشعر بمعاناة شعبه.. وينحاز للفقراء فى كل قرار يصدره!!

أما مبارك مثلًا والذى حكم مصر.. لأكثر من ثلاثين عاماً.. فقد استولت عليه الحاشية تماماً.. فأبعدوا كل مخلص من الاقتراب منه.. بمن فيهم أسامة الباز.. وهو العبقرى الذى أوكل له السادات.. تأهيل مبارك سياسياً.. لأنه كان يفتقد لأى خبرة سياسية. ولما جاء مبارك للحكم. . ظل الباز إلى جواره سنوات طويلة.. حتى نجحت الحاشية الفاسدة بالإطاحة به إلى عالم النسيان.. وربما لو كان الباز إلى جواره.. فلربما أنقذه من الإطاحة به فى ثورة 25 يناير!!

واختتمت حوارى مع القناة.. والذى استمر لمدة ساعة كاملة.. بأن قلت بأن حاشية الحاكم.. قد تكون طوق النجاة له.. إذا أحسن اختيارها.. أو قد تتحول إلى حبل المشنقة.. الذى يلتف حول عنقه.. فينهى حياته.. ويطيح بنظامه.. ومن هنا يأتى الدور الخطير للحاشية.. وطريقة وأسس اختيارها!