رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصبحت اللحوم عزيزة وشحيحة على البطن المصرية، وبعد أيام سنحتفل بقدوم عيد الأضحي المبارك، كي نبتهج بأكل اللحم وتذوقه والاحتفال بطقوسه.

لكن يبدو أن هذا العيد أصبح أكل اللحم فيه عزيز المنال، وأصبح حلماً صعباً تحقيقه في ظل ما نراه من أسعار للحوم سواء في المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة الزراعة أو الجيش أو بالطبع اللحم عند الجزارين أو حتي شراء الأضحية.

إن الغلاء الذي نحن فيه، لم يعد أحد ينظر إليه على أنه غلاء ولم نعد نطيقه فقط، ففي الجانب الآخر لزيادته بهذا الوضع الذي لا يطاق ولا يقدر عليه أحد سواء غنيًا أو فقيرًا، مما يجعل كل الاحتفالات التي كانت تقام وطقوسنا للاحتفال في سبيلها للتلاشي والانعدام.

وهذا ما تنتبه إليه الحكومة، فلم يعد الأمر ملء البطن أو إشباعها أو حرمان من تناول اللحم حتي في عيد اللحم، إنه بهذا الشكل يصبح لدينا طقس كامل بتلاشي من الذاكرة الجمعية المصرية ويتلاشي من طقوسنا المصرية العربية في مواجهة العولمة، في حين أن الآخر، سواء كان الآخر هذا الغرب أو الشرق، يزيد من تمسكه بطقوسه واحتفالاته، بل ولأنه ليس له ثقل ثقافي ضارب في التاريخ مثلاً، يستطيع أن يصنع البهجة ويصنع أعياداً ليس لها معتقدات بل هي من قبل البهجة والابتسام وبالتالي ينشي طقوسه التي نحن محرومون منها نظرًا لهذا الغلاء الكاسح الذي ألهب ظهورنا نحن– جميع المصريين.

وهذا صعب جدًا عن النفسية الاجتماعية للمصريين واحتفالاتهم التي بدأت تتلاشي، أو في سبيلها للتلاشي، وهو ما يجعلنا ننتبه لهذه الكارثة التي توضع فوق كوراثنا التي لا تنتهي، ولن يكفي أن تزيد المجمعات الاستهلاكية من كميات اللحوم المدعومة والتي هي أيضاً فوق طاقة الكثيرون، ولن تكفي الكميات التي تخرج لله في هذه المناسبة الدينية الكبري، لأنه لن يستطيع أحد أن يذبح ويفرق اللحم على الفقراء أو المساكين كالماضي.

لقد دخلت كثير من احتفالاتنا مجال الذاكرة التاريخية، وتوقفنا عن كثير من الأمور المبهجة في حياتنا بسبب الغلاء الكاسح، وبسبب عدم القدرة، وبسبب قرارات حكومية خاطئة أو قاسية في تلك الأثناء رغم استمرار قدرتنا على التحمل، مع أن الأمر خرج من زاوية التحمل إلى زاوية عدم القدرة وعدم الاستطاعة في تنفيذ هذه الأشياء.

إن الحلول بيد الحكومة وحدها، أن تزيح كثيرا من هذا الحمل القاسي والجبار عن كواهلنا نحن المواطنين، ونستطيع أن نبتهج ونحن نبذخ اللحم أو نشتريه أو نأكله، بدلاً من أن ننظر إليها معلقة في المحلات أو المجمعات ونمصمص شفاهنا في حسرة على تلك الأيام العظيمة والمبهجة والقديمة أيضًا.