عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

زمان كنا نجتهد ونتعب.. للبحث عن تأمين مستقبل أولادنا.. أما الآن فقد أصبح كل اهتمامنا منصباً على مجرد إطعامهم وكسوتهم..

زمان كان الواحد منا.. يفكر فى بناء دار.. أو بيت من بابه كما يقولوا.. من أجل أن يجمع أولاده من حوله.. يفرح بلمتهم.. ويأنس لوجودهم.. ويطمئن لقربهم حتى يجدهم وقت اشتداد المرض.. وتكالب آلام الجسد!!

الآن أصبح كل هم المصرى مركزاً على البحث عن شقة إيجار بالقانون الجديد..محدد المدة.. حتى يتزوج الولد.. وتتستر البنت فى بيت زوجها!!

زمان كان الأب أول شىء.. يطلبه من عريس ابنته.. أن يكون مالكاً لشقة.. الآن أصبح العريس بالكاد يدخل على أسرة فتاته.. بعقد إيجار شقة لمدة عام أو عامين!!

والسؤال هنا لماذا تضاءلت أحلام المصريين.. بهذا الشكل المؤسف.. خاصة بعد ثورتين.. ارتفعت فيهما الأمانى والأحلام عند المصريين.. حتى طالت عنان السماء.. حلمنا فيهما بالعدل والمساواة وبالرخاء والرفاهية.. فما حصدنا منهما إلا الفقر والعوز وتبدد الأحلام!!

من المسئول عن اغتيال أحلامنا.. هل هو عجز حكامنا وتقصيرهم.. أم إهمالنا نحن.. وعدم عملنا والاكتفاء بالأحلام الوردية.. دون أن نقدم لبلادنا عملاً حقيقياً.. وإنتاجاً يستحق الثناء؟!

فى الحقيقة كل ما ذكرت.. مسئول عن الحالة التى وصلنا إليها.. فلا من حكمونا قادونا بما يرضى الله.. ووضعونا على أعتاب الطريق.. المحقق لآمالنا وطموحاتنا.. ولا نحن وقفنا إلى جوار بلادنا بالعمل المخلص الجاد.. وإنما انشغلنا بالتناحر والفرقة.. ودهسنا مصالح الوطن تحت أقدامنا!!

سامحونى.. فأنا لست من هواة جلد الذات.. لكن المصارحة فى هذا الظرف التاريخى.. باتت واجبة وفرض عين.. على كل مهتم بشأن الوطن.

فنحن جميعاً حكاماً ومحكومين.. مسئولون عن اغتيال أحلامنا.. ووأد أمانينا.. ودفنها فى غياهب الجب!!

فكل شعوب العالم.. التى وصلت إلى عنان السماء.. لم تكتف بالأحلام والأمانى.. وإنما عملت واجتهدت.. حتى وصلت إلى بر الأمان.

فالألمان بعد دمار بلادهم وتمزقها.. لم يتفرغوا للعويل والبكاء.. على اللبن المسكوب وتعبوا وثابروا.. حتى أصبحت بلادهم الزعيم الاقتصادى للاتحاد الأوروبى!!

وكذلك اليابان بعد أن ضربت بالنووى.. فى هيروشيما وناجازاكى.. لم تركع ولم تستسلم طويلاً.. ونفضت عن نفسها الغبار سريعاً.. حتى غزت العالم كله اقتصادياً.. وفى البدء منه الولايات المتحدة الأمريكية.. التى ضربتها وحطمت قواتها.. فتخلت عن القوة العسكرية مؤقتاً.. وغزت العالم.. بأقوى اقتصاد فيه!!

عايزين نعود لأحلامنا الكبيرة.. وأمانينا العظيمة.. بشرط أن نعمل حكاماً ومحكومين على تحقيقها!!