عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أنا والله حزين. تحت هذا العنوان أرسل لى الإعلامى المتميز عبدالحكيم اللواج ، وابن محافظة الفيوم ،هذه الرسالة الحزينة ، وقال فيها: «من أيام جاء إلى مصر العالم المصرى الدولى المعروف الأستاذ الدكتور محمد فياض لعرض خدماته الجليلة لإنشاء مدينة تكنولوجية متكاملة على أرض الفيوم تشغل حوالى عشرة آلاف شاب وتنقل مصر نقلة حضارية فى مجال البرمجيات والهاى تكنولوجى ،   وحاول التواصل مع محافظ الفيوم لكنه فشل فى ذلك، فاستعان بى كإعلامى ولى علاقات واسعة بالمحافظة ،  للاسراع فى توصيله إلى سيادة المحافظ!

وبدورى اتصلت هاتفيا–منذ أسبوعين–بالدكتور جمال سامى محافظ الفيوم ، لتحديد موعد للقاء الدكتور فياض ،   وأفهمته الهدف من الزيارة الهامة ،   للدكتور محمد فياض ،   وأخبرت المحافظ أن العالم الفاضل د.فياض سيعود خلال عشرة أيام عائدًا لأمريكا، وللأسف الشديد لم يتم الرد علي من قبل المحافظة إلا بعد مضى أسبوعين كاملين ،    وابلغت أخى الفاضل المستشار سلامة الغزاوى، وثيق الصلة بالعالم المصرى الكبير، فأخبرنى للأسف أن د.فياض سافر أمس ،والآن أترك الحكم لكم»!!

إلى هنا انتهت سطور الرسالة الحزينة ، التى أرسلها لى صديقى عبدالحكيم اللواج ،  وفى البداية أقول له:

لا تحزن ياصديقى ،  من الواضح ان السيد محافظ بلدكم  لديه ما هو أهم من شعب محافظتكم الفقير!

لذلك لم يجد فى أجندة سيادته  أى وقت ليمنحه لهذا العالم المصرى الكبير ،الذى جاء لبلده ،   يحمل لها ولشعبها الخير الكثير ، فما وجد من مسئوليها إلا الجحود والنكران ، فعاد إلى عمله بالولايات المتحدة الأمريكية ، والتى تقدره وتقدر علمه ، وتعرف كيف تستفيد من كل انسان على أرضها!!

ويقينى ان الدكتور محمد فياض لو طلب مقابلة ترامب ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ،   لتحقق طلبه فورًا ، ولم يكن ليحتاج لاكثر من أسبوعين ، ليمن عليه السيد المحافظ ببضع دقائق من وقته ،  بعد ان تكون زيارته قد انتهت وعاد إلى عمله حزينا!!

والسؤال المهم هنا ،  ما الذى كان يشغل السيد المحافظ ، طوال أسبوعين كاملين ، كان أهم وأعظم من لقاء عالم مصرى كبير ، جاء لينتشل هذه المحافظة الفقيرة المعدمة ، والذى نجح سيادته-أقصد المحافظ طبعًا وأمثاله - فى ان يجعلها واحدة من أفقر محافظات الجمهورية ،  رغم ما تمتلكه من ثروات ، وأهمها السياحية ومعالمها الخلابة ، والتى يندر ان تجد لها مثيلا فى العالم كله!!

عالم مصرى له شهرته العالمية ،  وجاء يحمل مشروعا لتشغيل أكثر من عشرة آلاف شاب من شباب المحافظة العاطل ، بالاضافة إلى النوعية النادرة للمشروع فى مجال البرمجيات والهاى تكنولوجى ، والذى كان كفيلا بنقل المحافظة ومصر كلها نقلة حضارية لا مثيل لها فى تاريخها الصناعى!

بالله عليك يا سيادة المحافظ الهمام أخبرنا ، ماذا كان فى اجندتك طوال اسبوعين كاملين أهم من هذا اللقاء التاريخى  مع عالم مصرى كبير تفخر به الدنيا كلها ، وليس مصر فقط ؟!

وأخيرًا أقول للعالم المصرى الكبير دكتور فياض: سامحنا يا سيدى فقد وقعنا فى أيدى مسئولين ،   لايراعون الله فينا ،   فجوعونا وشردونا ، حتى أصبح كل اهتمامنا الحصول على كسرة خبز تسد جوعنا ،  وشربة ماء نظيفة تروى عطشنا ، وأربع حيطان تؤوينا!!

بل جعلوا حلم العثور على مقبرة ، تؤوى اجسادنا حلما بعيد المنال ، ولم يصبح أمام أمثالنا ،    إلا مقابر الصدقة ،   لتصبح مأوى لأجسادنا وأحلامنا معًا!!