رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيد عبدالعاطي يكتب:

فرح ديبا تنتقل بين عواصم العالم.. وعينها على إيران

«الشهبانو» تفشل في استعادة العرش بسبب تخلي ابنها عن السياسة

تتردد باستمرار على القاهرة لزيارة قبر «الشاه» واستعادة الذكريات

لا تزال تعشق الحياة رغم انتحار ابنيها «علي» و«ليلى»

ما هي حقيقة خيانة زوجها لها مع ممثلة نمساوية.. وهل باعت مجوهراتها لزوجة صدام حسين؟

 

كانت تحلم بأن يعود ابنها الأكبر «رضا الثاني» ليحكم إيران خلفاً لأبيه الراحل محمد رضا بهلوي، شاه إيران، الذي أطاحت به ثورة «الخوميني» عام 1979.. ولكن أصابها اليأس والاحباط بعد أن أقدم اثنان من أبنائها على الانتحار «ليلى» و«علي».. لكنها لم تتخل يوماً عن حلم تحرير إيران من قبضة رجال «الخوميني» وسلطة «الملالي» التي أدت إلى فرض حصار دولي على الشعب الإيراني ومن ثم تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، علاوة على  إدراج إيران على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

يوم الخميس الماضي «27 يوليو» كانت الامبراطورة «فرح ديبا» أرملة شاه إيران السابق في القاهرة.. في الصباح الباكر.. استقلت سيارتها وتوجهت إلى مسجد الرفاعي بالقلعة.. وهناك وقفت أمام قبر زوجها منكسرة.. بعد أن مضى بها العمر دون أن تحقق حلم الانتصار على من أطاحوا بالشاه من فوق عرش إيران.. بكت هذه المرة أمام القبر، ليس على رحيل زوجها الامبراطور، ولكن على حال إيران التي ناصبت كل جيرانها العرب العداء، وتدخلت في شئون هذه الدول بشكل سافر، ومحاولات حكامها لإحداث فتن دينية بغرض التشيع الأعمى في بلدان المنطقة، وهي سياسات لم تمارسها في عهد الشاه ولم يكن يسمع بها أحد.. بكت الامبراطورة، وظلت تهمس بكلمات تخصها هي وزوجها الراحل.

زيارة قبر الشاه، هي عادة تقوم بها الزوجة المخلصة منذ 37 عاماً، هي عمر رحيله.. ولم تكن الشهبانو هي الوحيدة التي فتح لها باب المقبرة الفاخرة الملحقة بمسجد الرفاعي.. بل كان هناك عدد من الإيرانيين المخلصين للشاه، جاءوا من أمريكا واستراليا وأوروبا لإحياء ذكرى رحيل الشاه.

الامبراطورة «فرح ديبا» أرملة شاه إيران السابق، مازالت حائرة بين القاهرة وباريس، ونيويورك.. فهي تريد أن تقيم في القاهرة بجوار قبر زوجها، تذهب إليه وتشكو له حالها.. بينما يريد ابنها الأكبر «رضا الثاني» أن تقيم معه ومع زوجته وأحفادها في باريس.. وهي تضطر للسفر إلى نيويورك لتكون بجوار ابنتها «فرحناز»، كما أنها تفضل الإقامة هناك هي الأخرى.

وربما يكون الخلاف بين الامبراطورة «فرح ديبا» وبين ابنها «رضا الثاني»، هو السبب الوحيد الذي جعلها ترفض الاقامة معه في باريس، وهي المدينة التي تحلم بالاقامة فيها بقية عمرها، حيث كانت تدرس بها قبل زواجها من شاه إيران.

ورغم أن «فرح ديبا» أعلنت عقب وفاة الشاه في مصر عام 1980، انها ستقيم بشكل دائم في القاهرة، وانها بدأت تتعلم اللغة العربية.. إلا انها تراجعت فجأة بعد اغتيال الرئيس أنور السادات على أيدي الإسلاميين في أكتوبر 1981.. لقد أصيبت الشهبانو «فرح ديبا» بصدمة عقب مصرع الرئيس «السادات» صديق زوجها، خاصة ان مصير كليهما كان واحداً.. فالإسلاميون في إيران هم من أطاحوا بالشاه.. وها هم في مصر يغتالون الرئيس «السادات».

قررت «فرح ديبا» فجأة أن تغادر مصر، وقررت الاقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأن صديقتها جيهان السادات، كانت هي الأخرى تفضل الاقامة في أمريكا بعد مصرع الرئيس «السادات».

والعلاقة الحميمة بين أرملة الشاه، وأرملة «السادات» قديمة.. فقد كانت «فرح ديبا» معجبة بشخصية جيهان السادات القوية وإجادتها الانجليزية،وإصرارها على استكمال دراستها وحصولها على الدكتوراه رغم مشاغلها.. بينما هي «فرح ديبا» تتحدث الفرنسية فقط، ولم تتمكن من استكمال دراستها بعد زواجها من الشاه، وانشغالها بالسياسة.

ولم تكن الشهبانو «فرح ديبا» هي الزوجة الأولى لشاه إيران، فقد تزوج الشاه ثلاث مرات.. الأولى من الأميرة «فوزية» شقيقة ملك مصر «فاروق» عام 1939، وطلقها عام 1949 وأنجب منها بنتاً تدعى «شاهيناز».. وفي عام 1951 تزوج من ثريا صفند ياري، وطلقها عام 1958، وفي ديسمبر عام 1959 تزوج من «فرح ديبا».. وفي 27 أكتوبر 1967 توج محمد رضا بهلوي ملكاً على إيران بعد أن ظل يحكم بدون تتويج.

وقد واجه الشاه عدة ثورات شعبية للمطالبة باقامة الجمهورية وذلك في أعوام 1951، 1953، 1963، ثم أهمها ثورة «الخوميني» 1979، التي غادر بعدها إيران في 15 يناير 1979 متوجهاً إلى مصر، ومنها إلى المغرب، ثم إلى جزر بهاما، ثم المكسيك، بعد أن تخلت عنه الولايات المتحدة الأمريكية ورفضت استقباله، رغم ان الشاه كان أهم حليف للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.

وفي 13 مايو 1979 أصدرت المحاكم الثورية الاسلامية في إيران حكماً باعدام الشاه وزوجته «فرح ديبا» غيابياً، على أثرها رفضت المكسيك دخول الشاه والاقامة على أراضيها بعد علاجه في أمريكا.

وفي 24 مارس 1980 وصل الشاه إلى مصر للاقامة والعلاج بمستشفى المعادي العسكري، بقرار من الرئيس «السادات»، الذي أراد أن يرد الجميل لشاه إيران لمواقفه الرائعة في حرب أكتوبر 1973، عندما أوشك احتياطي البترول على النفاد، فأمر شاه إيران السفن الإيرانية بتغيير مسارها من أوروبا إلى مصر لتفريغ شحناتها.. وهو موقف جعل «السادات» يتحدى كل النصائح بعدم استقبال الشاه في مصر، وكل التهديدات التي ساقتها الجماعات الإسلامية في مصر للرئيس «السادات».

عندما غادر شاه إيران وزوجته «فرح ديبا» وأولادهما الأربعة إيران بعد انفجار ثورة «الخوميني» أعلن انه سيترك بلده في إجازة مؤقتة.. كان الرئيس أنور السادات وقتها في أسوان، وقد جرت اتصالات مع الشاه لكي يزور مصر، واستقبله «السادات» في مطار أسوان استقبالاً رسمياً، حضره سفير إيران في مصر، لأن الشاه كان لا يزال محتفظاً بعرشه.. وأعد «السادات» للشاه استقبالاً شعبياً كبيراً في الشارع الرئيسي بأسوان من المطار حتى رسا المركب الذي نقلهما إلى فندق «أوبروي» على الضفة الأخرى من النيل.. وكان واضحاً ان الشاه و«فرح ديبا» يعرفان ان عودتهما إلى إيران أمر بالغ الصعوبة.. كان الشاه بادي الحزن، وكذلك «الشهبانو».. وأراد «السادات» أن يرفع من معنوياته بهذا الاستقبال الشعبي.. ولكن كثيرًا من المسئولين المحيطين بـ«السادات»، كانوا ضد أن تستضيف مصر شاه إيران، لأنه ليس لدينا طاقة لاضافة أعباء ومشكلات جديدة على الحكم في مصر.. فقد كانت مصر- وقتها- تعاني من مقاطعة عربية بسبب توقيع معاهدة «كامب ديفيد» مع إسرائيل، وزيارة «السادات» للقدس.. كانت وجهة النظر هذه ترى انه ليس لنا مصلحة في عداء ثورة «الخوميني» كما ان المعارضة الداخلية والجماعات المتطرفة كانت تهاجم هذا السلوك من «السادات» في عنف شديد، ولكن «السادات» لم يقتنع بذلك.. كان مقتنعاً بقراره تماماً.. أقام شاه إيران في مصر بعد موافقة مجلس الشعب بالإجماع على لجوئه سياسياً في مصر.. لقد جاء الشاه مريضاً إلى مصر داخل طائرة من طراز «دي سي 800» بصحبة زوجته «فرح ديبا» وأربعة من أبنائهما، وستة من معاونيهما.. حيث أقاموا جميعاً في قصر الطاهرة.. ثم توفي  الشاه ودفن بمسجد الرفاعي بجوار الملك «فؤاد»، والملك «فاروق»، ملكي مصر السابقين.. دفن الشاه بعد جنازة رسمية نقلها التليفزيون المصري باستخدام 14 كاميرا.. وكان في مقدمة المشيعين الرئيس أنور السادات.

مات الشاه.. وبقيت الشهبانو «فرح ديبا» في القاهرة، حيث أقامت في إحدي ضواحي العاصمة مع أولادها الأربعة، (رضا الثاني مواليد 31 أكتوبر 1960، وفرحناز مواليد 12 مارس 1963، وعلي مواليد 28 ابريل 1966، وليلى مواليد 27 مارس 1970)... عاشوا جميعاً يعتصرهم الحزن واجترار الذكريات المريرة.. ولم تمر سوى أشهر قليلة حتى باتت شاهدة عيان على حادث أكثر درامية لمضيفها الرئيس الراحل أنور السادات.

بعدها اضطرت «فرح ديبا» إلى ارسال أولادها الأربعة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية.. وظلت هي في القاهرة بجوار قبر زوجها الشاه.. وأعلنت الشهبانو ان إقامتها الدائمة ستكون في القاهرة.. وانها ستقيم أحياناً في الولايات المتحدة لمتابعة دراسة أولادها في مدينة «ويليامز» القريبة من نيويورك.. وقالت الشهبانو انها لا تنوي الزواج إطلاقاً، وأن كل ما ينشر في هذا الصدد مجرد شائعات لا أكثر، وانها تنوي تكريس حياتها لأبنائها، ومستقبل ابنها الأكبر «رضا الثاني» ومستقبل إيران بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها الأسرة.

كانت «فرح ديبا» تحث ابنها على الانخراط في السياسة، واعداده للقيام بثورة مضادة لاستعادة حكم أبيه، والتربع على عرش إيران، باعتباره الامبراطور الجديد طبقاً للدستور الإيراني.. وانتقل «رضا بهلوي» الابن الأكبر لشاه إيران الراحل إلى باريس ليبدأ منها حملته الإعلامية ضد حكام إيران أملاً في العودة إلى بلاده وتولي الحكم.. ولكن الابن فشل في تحقيق حلم الأم.. ورفض «رضا بهلوي» نصائح المقربين له بالانتقال من باريس التي يعيشون فيها منذ فترة طويلة، والتي وجد فيها الأمن والهدوء مع أسرته الصغيرة، بعد سنوات من التنقل بين عواصم العالم.

وأعلن الأمير «رضا الثاني» انه لن يغادر «عاصمة النور» على الاطلاق، وخاصة انه يحمل لها ذكريات سارة هي مناسبة ميلاد أول طفلة له فيها، والتي سماها «نور».

أما زوجته «ياسمين» فهي تشاركه تماماً هذا الرأي، وتؤكد للجميع انها لن تغادر باريس، وتحكي بسعادة عن يوم ميلاد ابنتها الأولى، فتقول: انها جاءت بعد زواج استمر خمس سنوات كاملة.. حيث تزوجت من الأمير «رضا» وعمرها لا يتجاوز السابعة عشرة، وكانت هذه السن غير مناسبة على الاطلاق لتحمل مسئولية إنجاب أطفال.

والطريف ان العلاقة بين «ياسمين» وحماتها الامبراطورة «فرح ديبا»، «سمن على عسل»، حيث تهتم الامبراطورة بزوجة ابنها التي أهدتها أول أحفادها.. بينما تعتبر «ياسمين» حماتها «فرح ديبا» مثلها الأعلى في كل شيء، وخاصة في طريقتها الخاصة في تربية أبنائها.

وقد تعرضت الشهبانو «فرح ديبا» لعدة صدمات بعد الاطاحة بزوجها من كرسي العرش في إيران، ثم رحيله بعيداً عن وطنه.. كان أصعب هذه الصدمات هو تخلي الأمير «رضا الثاني» عن حلم استرداد عرش أبيه بعد يأسه.. ثم انتحار ابنتها الأميرة «ليلى» في 10 يونية 2001 بنيويورك، والتي أعقبها أيضاً انتحار ابنها الأمير «علي» في 4 يناير 2011.

وقد عاش شاه إيران محمد رضا بهلوي مغامرات نسائية متعددة خارج حياته الزوجية العادية، غير ان قليلين يعرفون أن الامبراطور الإيراني السابق، عرف طوال أربع سنوات كاملة حكاية غرام مشوقة مع ممثلة سينمائية نمساوية، أحبها أكثر من «فرح ديبا» نفسها.. الممثلة اسمها «ماريزا ميل»، وقد روت «ماريزا» بعد عشر سنوات من وفاة الشاه، القصة كلها في كتاب صدر لها في روما وفيينا في وقت واحد بعنوان «غرامياتي مع الشاه»، وفيه روت «ماريزا» قصة أول لقاء بينهما، وكيف كان يغازلها ويطاردها حتى وقع في غرامها، ولم يعد يستغني عنها، وارتبط بها أكثر من زوجته «فرح ديبا».. وهي تقول ان الشاه كان يقول لها: «انت أجمل امرأة عرفتها في حياتي».

ولم تعلق زوجة الشاه، الامبراطورة «فرح ديبا» على ما قالته «ماريزا»، واكتفت بالصمت.. وربما يكون هذا هو السبب الذي دفعها إلى عدم زيارة قبر زوجها في القاهرة عام 1993، ولكنها عادت لتزور قبره وبانتظام لتشكو حالها، وتعيد ذكريات سنوات مضت.

واختلفت المعلومات حول ثروة الشهبانو «فرح ديبا» وأولادها.. فقيل إنها تتراوح بين 2- 10 مليارات دولار، وهذا بالطبع مبلغ ضخم للغاية.. ولكن المتعارف عليه أن الشهبانو كانت ولا تزال تهوى المجوهرات، لدرجة أنها ظلت ولمدة عامين تبحث عن محل فى احياء القاهرة الراقية تتولى هى إدارته لبيع المجوهرات الثمينة، لكن يبدو أن أجهزة الأمن المصرية نصحتها بعدم اتمام المشروع حفاظاً على حياتها.. وقد خرجت الشهبانو من إيران وهى تحمل فى حقيبتها مجوهرات قيمتها 30 مليون دولار، وقد أهدت الراقصة نجوى فؤاد اسورة ذهبية، بينما أهدت لسهير زكى ميدالية ذهبية تعبيرًا عن اعجابها برقصهما!!

وفى نيويورك عرض أشهر محلات المجوهرات فى العالم «فان كليف اريل» الذى يمتلك عدة فروع فى باريس وجنيف ونيس ولندن، تاج الامبراطورة «فرح ديبا» فى «فاترينة» خاصة.. التاج كان موضوعًا على مخدة من القطيفة، وهو عبارة عن تحفة فنية من الزمرد والألماس والياقوت والعقيق والتوباز، ومحلى على شكل الطاووس رمز العرش الفارسى السابق.. والمعروف أن «فان كليف» كان قد صمم من قبل التاج الذى توجت به الأميرة السابقة «فوزية» شقيقة الملك «فاروق»، والزوجة الأولى للشاه، وأيضا الامبراطورة «ثريا» الزوجة الثانية.. ويقول صاحب محل المجوهرات، إن تاج «فرح ديبا» لا يقدر بثمن، لا يستطيع أى مشترٍ شراءه.

وقد تردد أن الشهبانو باعت جزءًا من المجوهرات الخاصة بها إلى زوجة الرئيس العراقى صدام حسين.. إلا أن السكرتير الخاص بـ«فرح ديبا» نفى هذا الخبر، وعلق قائلاً: «إن الشهبانو لم تبع أيًا من مجوهراتها لزوجة صدام حسين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأن مجرد هذه الأخبار أكاذيب وادعاءات لا أساس لها من الصحة».

وعندما تأتى الشهبانو فرح ديبا إلى مصر، فهى تهوى التجول فى أسواقها وبدون حراسة، وقد تعرضت سيارتها يوم 3 مايو 1993 لحادث تصادم أثناء توقفها بجوار سور نادى الزمالك، وقع الحادث عندما طلبت الشهبانو من سائقها رفعت محمد الحفناوى التوقف بالقرب من سور نادى الزمالك لشراء بعض احتياجاتها من أحد المحال التجارية.. وبينما كانت تقف أمام أحد محلات الأحذية، فوجئت بسيارة مسرعة تصدم سيارتها مما أحدث بها بعض التلفيات.

ومازالت الامبراطورة «فرح ديبا» حائرة بين القاهرة وباريس، ونيويورك بعد أن تخلت تمامًا عن حلم العودة إلى إيران.