رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

داهمنى عمنا الجميل «وصفى هنرى»- وهو مصرى مقيم فى مدينة فيينا منذ سنوات طوال، برسالة عن تقرير بسيط منشور على صفحته فى «الفيس بوك» وقد تصدره هذا العنوان «بلاد تعانى من تخمة فى عدد السياح وبلاد ليها ترتر».

والرسالة تشير إلى تقريرين عن مدينتى «برشلونة» الاسبانية و«دوبروفنيك» الكرواتية اللتين تعانيان من زيادة رهيبة فى عدد السياح.

حيث أوضح التقرير: أن مدينة برشلونة وحدها تستقبل ٣٢ مليون سائح سنويا ومدينة دوبروفنيك الاثرية العريقة تستقبل أكثر من 10 ملايين رغم ان عدد سكانها 42 ألفاً فقط.

وقد أنهى رسالته بتلك العبارة: السياحة فن وإدارة ونظافة وفوق كل ذلك ثقافة شعوب.

وعلى الرغم من أن «وصفى هنرى» يعلم كل كبيرة وصغيرة على أرض مصر، إلا أن رسالته الممتلئة بالحزن على أحوالنا السياحية، قد أصابتنى بحالة من الغم والضيق، فبعد بحث بسيط عن أسباب التخمة السياحية للمدينتين، وجدت أن السبب الرئيسى فى ذلك هو الإنسان، أى المحرك الأول للسياحة، والمقصود هو تعامل الإنسان المصرى فى الشارع والفندق والمطار وخلافه مع هذا الوافد، والتعامل يبدأ بابتسامة وليس فكرة أن الذى أمامى زكيبة نقود يجب أن يتم السطو عليها، أو أنه هذا السائح ساذج ويجب الضحك عليه.

إن السياحة المصرية تعانى من الكثير، سواء أمنيًا أو إداريًا أو نفسيًا واجتماعية، وهى صناعة كما تعلمنا فى السنوات الأخيرة، ولكنها ليس صناعة صعبة، بل هى صناعة إنسانية بالدرجة الأولى، أى معرفة تلك المهنة ومعرفة مفردتها وبالتالى العمل على جذب مزيد من السياح، فالأرقام الهزيلة التى تتصدر البيانات المصرية فى هذا الخصوص، وما يقابله فى الطرف الآخر من قدرات سياحية لوطننا الغالى يعلمها الغريب قبل القريب، ولكننا ووسط طوفان من التناقضات والقرارات والقلق المصرى الذى نعيشه، دخلت السياحة المصرية مرحلة غامضة وكئيبة أيضًا.

ولن تخرج مصر وسياحتنا من هذا الغموض إلا بشبابها ومعرفة سيكولوجية السائح وفكرة ما يريده، وكيفية العمل على هذا، حتى تعود السياحة المصرية فى جميع المجالات لفتح بيوت كثير من المصريين، وتصبح مصدراً للدخل القومى كما كانت.

إن الأمر ليس بسيطًا وايضًا ليس مستحيلاً، لكن الحزن من تجارب الآخرين وهم لا يمتلكون مقوماتنا السياحية هو ما يضايقنا وما يجعلنا نتساءل: لماذا لا تعلن الغردقة أو الأقصر أو القاهرة هذا العنوان: تخمة سياحية تداهم القاهرة؟ وبالتالى نستطيع أن نقول إن هذا القطاع الكبير قد تم شفائه مائة بالمائة.

وحتى يستطيع عمنا «وصفى هنرى» أن يتحدث عن المجد والسياحة المصرية بنوع من الفخر كما كان فى السابق.