رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

 

الصحفى الإسرائيلى "جدعون ليفى" كتب مقالة تحت عنوان : " مَنْ يبصق على مَنْ " يقول فيها : " سافرت مع زميلى المصور " أليكس ليبك " إلى قرية " ارتاح " جنوب "طول كرم" للوقـوف على واحدة من قصص روايات جرائم الإحتلال ، قصة مُثيرة ومُحزنة ، وعندما قررنا العودة الى بيوتنا فى تل أبيب فوجئنا بجنود الإحتلال على الحاجز 407 ، أستوقفونا فأبرزنا بطاقتى الصحفيين ، وشرحنا لهم اننا اعتدنا منذ سنوات الدخول الى أى مكان فى الضفة الغربية .

استمرت مسرحية هزلية سخيفة حتى المساء ، أوقفنا الجيش الإسرائيلى لمُدة سبع ساعات ، صادروا مفاتيح سيارتنا ووثائقنا الشخصية ، ومنعونا من مُغادرة السيارة حتى لدقيقة واحدة ، أدخلونا بعدها الى إخطبوط حديدى مُدرع ، ثم اقتادونا بعدها الى مركز شُرطة يبعُد ساعة تقريباً عن الحاجز 407 ، وبينما نحن فى الطريق تذكرت الأطفال الفلسطينيين الذين تقبض عليهم الشرطة الإسرائيلية وماذا يحدُث لهم داخل ذلك الأخطبوط الحديدى .

تحقيقات واستجوابات مُستمرة وكأننا من عُتاة المجرمين ..بصمات أصابع .. تصوير فوتوغرافى. وكلما نسأل رجال الشرطة شيئاً أو نستفسر نسمع فقط إننا " مُحتجزون " تلك الكلمة التقليدية التى لا تستند لحقائق أساسية قانونية وتستخدم عند التوقيف ، وعندما طلبنا الذهاب للمرحاض صرخ مُسجل الأحداث : " ممنوع بدون مُرافق ، وأتبعها بأننا نهدد أمن الدولة .

مركز الشرطة اسمه "أريئيل " وهو مكان جدير بالتوقف عنده : صورة حاخام على أحد جُدران غرفة التحقيق ، ورجُل كثيف الذقن يتجول داخل المركز يعرض على رجال الشرطة أنواع كعك ، ويسألهم اذا كانوا أقاموا الصلاة .

أخيراً قالوا لنا : أمر القائد العسكرى هو ان تهمة الإحتجاز هى ( إهانة جُندى ) أمر يدعو للسخرية ، أليس فى كتاب القوانين بند ( إهانة صحفى ) ؟! . . وكُنا قد سمعنا عبر الهاتف فى حديث لأحد الجنود مع قائده العسكرى من جيش  اسرائيل وهو يمليه التهم التى ستلصق بنا فى محضر الاستجواب ، وقد كانت  هى:   البصق على الجنود .

جدير بالذكر ان هذه التهمة يستخدمها الجيش الاسرائيلى منذ حادث معروف بـ " مزال الباصقة " وهو اسم فتاة من منطقة يام بات (  يام بات (بالعبرية:בַּת יָם) هي مدينة تقع بمقاطعة تل أبيب على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

انها تهمة سهلة مُعلبة أى سابقة التجهيز على غرار الوجبات الجاهزة ، مثل ما تعلنه قوات الاحتلال دائماً من فبركة اتهامات لأى فلسطينى يتم القبض عليه " على انه استل سكيناً عند الحاجز أو أنه هددهم قبل ان يقتلوه بلحظات ، انها لوثة عقلية مُصابة بها الشرطة فى المناطق المُحتلة وجيش الدفاع الاسرائيلى.

نوايا السلطات واضحة اسجلها للتاريخ  فهى :اغلاق الضفة الغربية أمام التغطية الإعلامية حتى لا يتم فضحهم عالمياً ، وعدم تسهيل عمل الصحفيين الاسرائيليين وذلك يتم بشكل ممنهج منذ سنوات . ويضيف : أطلق سراحنا فى المساء ، وأعادتنا مُحنزرة عسكرية للشرطة عند الحاجز 407 ، وما تزال جرائم الاحتلال الاسرائيلة مُستمرة .      

لقد جعل الكاتب الإسرائيلى "جدعون ليفى" من مقالاته فى جريدة "هاآرتس" آفة صحفية على حكومة اسرائيل ، لا يكشف الوجه القبيح للاحتلال فقط بجرأة ، لكنه من خلال مُمارسة حقه الطبيعى فى التنقل والقيام بعمله الصحفى يضع اسرائيل فى مواقف إدانة قانونية وأخلاقية ، تُثبت ان ما تدعيه حكومة الاحتلال كذباً ، بانها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط ، أمر باطل ، وليس إلا غطاءاً لمُمارسات تخالف القوانين الدولية والإنسانية ، ليست فى حق الفلسطينيين فقط ، ولكن ضد الاسرائيليين أنفسهم ، وكل من يخالف نظام الإحتلال العُنصرى .

[email protected]