عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى كل يوم يتابع فيه الإنسان الفضائيات العالمية ؛ يعتقد أننا فى طريقنا إلى الفوضى؛ وأن الإنسانية فى طريقها إلى حرب عالمية تدار رحاها فى الشرق الأوسط. وفى الحقيقة أن التغيرات الكمية والنوعية التى يشهدها العالم ليست فوضوية أو مشوشة، ولا تحدث بالصدفة، كما يرى البعض؛ فوراء الأحداث توجد هياكل قابلة للتمييز وقوى يمكن تحديد هويتها، وهى التى تحدد شكل هذه الهياكل. وأنا بذلك أتفق مع رأى المفكر الاستراتيجى الأمريكى الراحل «الفين توفلر» الذى يعد الأكثر تأثيرًا فى عالم إدارة الأعمال وقضاياه الاستراتيجية صاحب الكتاب المشهور «صدمة المستقبل» وصاحب سلسلة كتب ترجمت إلى 15 لغة وبيع منها 15 مليون نسخة ونال عليها جوائز دولية وتبنتها جامعات فى أميركا واليابان وأوروبا وأميركا اللاتينية ودرستها شخصيات سياسية وقادة عالميون. والذى يعد عقلاً سياسيأ عالمياً، حيث يرى أن السُلطة التقليدية للدولة لم تعُد موجودة، لكوننا نحن فى عصر العولمة، فهناك العديد من الصراعات على مُستوى الأقاليم فى كلّ منطقة، فالعالم يتغيّر وكذلك السُلطة والمُجتمع، وفى عالمنا العربى التغيّرات تأخذ منحى سلبياً.

وفى الظروف الدقيقة التى يعيشها الشرق الأوسط لا ينعكس ذلك على مستقبل علاقاته مع القوة العظمى الوحيدة فى العالم وحلفائها وحسب ، بل تفرض تحدياتها وتداعياتها الآنية والمستقبلية على عالم الأعمال فى الشرق الأوسط وربما العالم الإسلامى، لذلك نرى دائمًا الخطاب السياسى العربى به ما به من التناقضات؛ وعلى العكس فإن الخطاب الأمريكى مهما كان غريبًا ومتناقضًا إلا أنه فى النهاية يصب فى وعاء المصلحة الأميركية والإمبريالية العالمية. وبالطبع لن تدعم أمريكا دولة على حساب دولة فى منطقة الشرق الأوسط، بل سيكتفى دونالد ترامب بتحريك الجميع كالعرائس المارونيت.

 ولن يكون هناك صدام بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، فلا يوجد شخص واحد فى الولايات المتحدة يرغب بقيام حرب فى المنطقة؛ ولكن هناك بالطبع صدام حضارى فسره بوضوح كتاب ألفته زوجة «الفين توفلر» «الحرب ونقيضها» مستخدمة عبارة «صراع الحضارة» ولكنها لم تقصد ما أراد قوله صاموئيل هنتينجتون فى كتابه صراع الحضارة وإعادة صياغة النظام العالمى إذ إن تعريف الحضارة بالنسبة إلى هنتينجتون ارتبط الى حد كبير بالدين بينما استخدمت كلمة حضارة بشكل مختلف، فهى بالنسبة لها تعنى كل ما نفعله. إنها أسلوب حياة. وخاصة أن معظم المسلمين فى العالم لا يريدون نزاعاً.

وبالطبع علينا الاعتراف بأن عددا قليلا من الناس يشن حرباً ويرغب فى أن يراها، وهو يراها حقا صراعاً دينيا. إنهم أناس خطيرون جدًا، وخطر على الطرفين. وللأسف من الصعب على بعض الحكومات مواجهتهم، فهؤلاء الناس يشنون حربًا تتجاوز الحدود الوطنية لدولة ما ويسعون للإطاحة بحكومات عربية وإسلامية، فإنهم لايفكرون على المستوى الوطنى وإنما يعملون وفق استراتيجية إقليمية وعالمية وهم يستغلون التسهيلات التقنية المتاحة التى لم يفعلوا شيئا لتطويرها وتمويلها، فهم بالطبع لم يخترعوا التكنولوجيا العالية والاتصالات والانترنت التى يستخدمونها، انهم يستغلون أفضل التقنيات التى تقع أيديهم عليها.

 إنهم يرون العالم بنفس مفهوم الفين توفلر فى كتابه الشهير تحول السلطة، حيث يذهب فيه إلى أن مصادر السلطة ثلاث هى بالتتالى التاريخى: العنف، والثروة، والمعرفة، وأن من يملك المعرفة يملك العالم، فالمعرفة تقبل الاستخدام فى مختلف مستويات الوجود الاجتماعى وصولاً إلى المسرح السياسى. وإنها أعظم وسائل السلطة قيمة لأنها الأكثر قدرة على التلاؤم وهى عامل مضاعف للثروة والقوة. وصولا الى إخضاع القوة والثروة لحكم المعرفة، فهى اليوم لم تعد مجرد متطلب لسلطة الثروة ولكنها القوة أيضًا. وبعد ذلك هل من الممكن القول بأن العالم تحكمه المصالح ويحركه ترامب!.. بالطبع لا.. فهناك العديد من القوى تتنازع الأمر بينها، وللأسف العرب ليسوا من بينهم!