رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تزال كلمات الولد الشقي تتردد في أذني كأنه قالها بالأمس.. أنا أول مرة أتعلم الخوف في حياتي في البلد دي!

وكان البلد الذي علم السعدني أصول الخوف وفنون الخوف وتعاليم الخوف هو العراق الشقيق وهو أيضا البلد الذي منح الأسرة السعدنية أماناً لم نعهده ولم نعرفه طوال سنوات الغربة التي امتدت إلي عشر سنوات.. ولكن كيف تعلم الولد الشقي الخوف..؟ انه بسبب ذلك الحصار الأمني المفروض في كل مكان فأي رجل يرتدي زي الأمن وأي رجل لا يرتدي زي الأمن من حقه أن يستوقفك وأن يسألك وأن يجرك من قفاك إلي أقرب مخفر للشرطة.. ويسألني أحدهم: وهل من حق أي مدني أن يفعل ذلك؟ فأجيب حضرة السائل نعم من حقه.. ولكن بشرط واحد وعلامة تجارية على جودة رجل الأمن ورخصة ليست في حاجة إلي إبرازها فهي إحدي علامات الأمن والمتانة.. وهي شنب حضرة الرجل الأمني.. فكلما طالت واستطالت شنبات سعادتك كلما عاملك الآخر بهيبة واحترام وقدسية.. كلمات الرجل أبوشنبات أوامر.. وأوامره أحكام وأحكامه تنفذ في التو واللحظة.. والعجيب أن أي دورية راكبة لا تسير بمفردها ولكن تتبعها سيارة للاستخبارات وهي سيارة مدنية مهمتها الدعم والتأمين، وكل رجل راكب السيارة الرسمية للأمن إيده علي الزناد ونظراته ترقب الجميع وكأنها تطلق شرار ربما أثره يفوق المدفع الرشاش الذي يحمله ونهار أبوه أزرق من يبادل هذه النظرات بنظرات مماثلة أو شبيهة... قد يدخل فى متاهات لا مخرج منها علي الإ  طلاق ولذلك فقد كان الولد الشقي السعدني الكبير رحمه الله يحذرني كل يوم وأنا في طريقي إلي جامعة بغداد من أن أنظر إلي أي فرد أمن أو أتحدث إليه أو أقع في طريقه ولم أكن أسمع كلام السعدني الكبير عليه رحمة الله في هذا الأمر بالتحديد، فقد كنا جميعاً نتوء خرج منه.. لا نركن إلى السلم ولا نهادن سلطة ونقول ما نشعر أنه الحق ولذلك فإننا فى طابور الصباح في الجامعة لم نكن نتبع تعاليم كبير الرحيمية قبلى.. إذا جاء ذكر اسم الرئيس العراقي صدام حسين لا بد للجميع أن «يصفجوا» كنا أنا وشقيقاتى هالة وأمل نشبك أيدينا خلفنا ولا نشارك في هوجة التصفيق للرئيس العراق.. وكتبوا عنا تقارير رفعوها إلي أعلي مستوي إلي السيد طه يس رمضان نائب الرئيس العراقى والمسئول عن كل المصريين في العراق ولكن والحق يقال.. كان في العراق نظام أمني لم أشهد له مثيلاً في حياتي.. رجل الأمن يؤمن أنه إما قاتل.. وإما مقتول لذلك فإنه لا ينتظر من أحد أن يبادره.. فهو فقط صاحب حق المبادرة الأولي.. قد يقول أحدهم إن هذه الطريقة قد تؤدي إلي مقتل أبرياء وإلي أخطاء بالجملة.. وأقول إننا في هذا الوضع الذي تشهد أمه العرب أصبحنا أمة مهددة بالفناء مشرق الأمة بجناحه السورى- العراقى تم تدميره بالكامل جيشاً وشعباً وحجراً وآثاراً وتاريخاً وجغرافية وفي مغربنا السعيد هناك ليبيا الجارة والشقيقة يتم نهب ثرواتها والتمهيد لتقسيمها ولم يبق فى العالم العربي في قلبه المؤثر.. سوي الغالية المحروسة العزيزة علي قلب ونفس كل عربى.. لم يبق سوى مصر وشعب مصر وجيش مصر يحاول بأقصى ما يملك من قدرات أن يحفظ الكيانات العربية من الزوال ولذلك فإن بقاء هذا الوطن يعلو على كل شىء وعلى أى شىء ومن هنا وحيث علي حراس الوطن أن يتسلحوا بكل ما يمكن أن يصل إلي أيديهم من أحدث الأسلحة وأيضاً أن تكون لهم الحصانة الكاملة من أجل إتمام مهمتهم على الوجه الأمثل وبعد ذلك علينا أن نأخذ بالنموذج العراقي المرعب.. ففي الأوقات العصيبة والخطيرة من تاريخ الأمم كل شىء مباح ومسموح به من أجل الحفاظ على الوطن.. وهنا أنا لا أدعو إلي السبهللة واللامسئولية ولكن أدعو إلى استخدام قوانين الطوارئ ومنح رجل الأمن كافة الصلاحيات للحفاظ علي أمن الوطن.. اللهم احفظ مصر!!