رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

بين بلوى وشكوى يغمر الهم قلوب الناس، ويتحسرون أسفًا على أيامٍ مضت وأزمان ٍ ولَّت، فتمنحهم الأحداث عظات وعِبر ونماذج عظيمة، يستصغرون معها صعاب الحياة ويستهينون بما تصوروه سوءًا وترديًّا.

وسط الرصاص يقفون، لا خوف ولا وجل، يطلبون الجنان ويبرهنون للجميع أن الحُب عزة، والحُب فداء، والحب موت. لا ينتظرون جزاء ولا شكورًا ولا يطلبون وسامًا، ولا تكريمًا.

 فى حادث الجمعة الأخير برفح قاتل المقدم أحمد المنسى بصلابة وشجاعة وعزة، رفض هو وزملاؤه التفريط فى موقعه، واستشهدوا معا وقوفًا كالأشجار تأبى الانحناء أمام رياح الظلام.

ما فعله المنسى ورجاله كف احتجاج ضد لاعنى الظروف، وأصحاب دعوات الهجرة والفرار. برهان عملى أن المحبة فعل عملى وليس مجرد كلام على الفيس بوك وتويتر. ما فعلوه ترجمة حقيقية لمصطلح الوطنية، ومضاد حيوى لمواجهة الاكتئاب والاحباط، وتذكير عظيم للعالم بأن المصرى لا ينسحق ولا يتخاذل ولا يقبل ذُلًا ولا هوانًا.

أيها السادة : ما البنزين والسولار؟ ما الأسعار؟ ما الأحوال المختنقة؟ ما التدهور الاقتصادى؟ ما المشاكل؟ ما التحديات والصعاب؟ ما القلق؟ ما الأزمات؟ ما الثورات الفيسبوكية؟ ما كُل شيء مزعج وموجع وهُناك مَن يجودون بأرواحهم حبًّا للوطن؟ هناك مَن يكتبون قصائدهم صامتين.

لا المناصب تعنيهم، ولا الشهرة تستهويهم، ولا الجاه يغريهم، ولا حتى الحياة تجذبهم بعيدا عن الواجب.

المنسى يقول لكم لا تسليم ولا يأس. مقاومة من أجل المقاومة، وصبر لا حدود له، وصدور عارِية وجباه مرفوعة وأصابع على الزند دفاعًا عن كرامة وطن. محن تصنع منحًا، وانكماش يُغير شعوبًا، وضيق يُحفّز على المقاومة. وسط سماء بلادى يطلون علينا نجومًا منسية، يحسبهم الجاهل مترفين من التعفف، لا يسألون الناس تكريمًا. سيماهم فى وجوههم إشراقا وعزة وإقدامًا.

 لقد منحنا الله أقلامنا لنكتب لا نكذب. نُبشّر لا نُنفّر. نرسم قوس قزح، ونشطب على مقلب زبالة. نمسح عن ضمير الوطن دنس الرياء والخداع، وننكر على الباطل قبحه وظلامه؛ لذا فلا أستحى أن أقر وأقول إننى أتعلم من شهداء مصر الحقيقيين كيف يكون الحُب، فتعلموا واعتبروا.

ويا رجال سيناء ، يا خوذة مصر الصلبة، وقميصها الواقى، وعينها التى لا تغمض، وجمالها الذى لم يذبل: ليس بعد الموت قول. ليس بعد الموت قول.

والله دائما أعلم.

 

[email protected]