إشراقات:
فيديو قديم للرئيس المخلوع مبارك.. نشرته صفحة «آسفين ياريس» يوضح بجلاء كيف كان يتعامل مبارك بقوة.. مع شروط صندوق النقد الدولى.. خاصة إذا ما كانت مجحفة أو غير واقعية.. وﻻ تناسب الشعب المصري!!
فقد طالبوه بمضاعفة أسعار الطاقة.. عدة مرات سنوياً.. وتقليل الدعم أيضاً بشكل سنوى.. حتى ينتهى تماماً.
فقال لهم إذا زودت أسعار المحروقات.. سترتفع أسعار كل شىء فى مصر.. ولن يستطيع المصرى أن يأكل أو يشرب أو يتعلم أو حتى يعالج.. وظل مبارك رافضاً لأى زيادة فى أسعار المحروقات.. ولمدة سنوات طويلة!!
طبعاً مبارك كان موجوداً وحاضراً.. بجوار الرئيس السادات.. فى أحداث يناير 77 ورأى كيف أن أى زيادة فى أسعار الخبز.. أو الدقيق والسكر وغيرها من السلع الأساسية.. قد يشعل النار فى البلد.. وفى نظامه تحديداً.
ومن هنا ظل الدعم قائماً.. طوال فترة حكمه دون أى مساس به.. رغم أنه هو شخصياً كان يعلم الخلل الرهيب فى منظومة الدعم.. وكيف كان يسرق عياناً بياناً.. من قبل لصوص المال العام.. لكن ونظراً لأن هؤلاء اللصوص فى أغلب الأحيان.. كانوا تابعين للحزب الوطنى الحاكم.. بل وقيادات نافذة فيه.. كان الصمت والرضا هما الغالبين!!
فكان صاحب المخبز الحرامى حزب وطنى.. وصاحب مستودع البوتاجاز الانتهازى حزب وطنى.. وصاحب محطة البنزين الاستغلالى أيضاً حزب وطنى..يعنى كان اللصوص زى دود المش منه فيه.. أو بتعبير آخر زيتنا فى دقيقنا!
والسؤال هنا هل كان مبارك صح فى وجهة نظره حول بقاء الدعم.. ومن ثم ثبات سعر المحروقات؟!
بالتأكيد مبارك لم يكن على صواب.. فى ثبات الأسعار للمحروقات سنوات وسنوات.. لكن أيضاً عندما يأتى النظام الحالى.. ويقوم برفع أسعار المحروقات.. مرتين خلال أقل من عام ونصف.. فهذا أيضاً كلام خاطئ تماماً!!
فالدعم مطلوب خاصة للطبقات الفقيرة.. ومحدودى الدخل حتى يتحملوا جرعات الاصلاح الاقتصادى.. فالدواء إذا أخذه المريض على معدة خالية.. فقد يسبب له أبلغ الضرر أحياناً.. فلابد من تدعيم محدودى الدخل!!
بشرط أن نكون واثقين.. إن هذا الدعم يصل لمستحقيه فعلاً.. وليس لجيوب اللصوص وناهبى المال العام!!
إذاً فالإصلاح الاقتصادى يا سادة.. أشبه بالدواء.. إذا أخذه المريض مرة واحدة.. مات على الفور.. لكن لابد من اتباع ارشادات الطبيب.. فى تحديد مواعيد الجرعات.. والفواصل الزمنية بين كل جرعة وأخرى.. وكذلك كمية جرعة الدواء!!
هذا هو السبيل الوحيد للشفاء والنجاة.