تشير رياض الأطفال إلى المرحلة التى تفصل بين حياة الأطفال فى المنزل والانتقال إلى حجرة الصف الدراسى التى تتطلب الالتزام بالسلوكيات الجماعية واحترام الآخرين. ولا يخفى على أحد الأزمة التى يعانى منها آلاف الأطفال فى القاهرة والجيزة بالتحديد مع بداية كل عام دراسى. حيث لا يتمكن أولياء الأمور من تسجيل أسماء أطفالهم فى أى مدرسة بسبب قلة عدد الفصول مع التزام إدارة المدرسة بألا يتحاوز الفصل الدراسى 60 طفلاً، كما أن المدارس التجريبية الرسمية التى تقدم تعليماً مجانياً للطلاب لا تقبل سوى الطلاب الذين التحقوا بصفى رياض الأطفال 1و 2 مع ألا يتجاوز عمر الطفل ست سنوات فى بداية شهر أكتوبر. وهو ما يعنى حرمان الآلاف من الالتحاق بهذه المدارس التى تقدم مناهج دراسية تماثل التى تقدم فى المدارس الخاصة.
وكمحاولة لحل الأزمة، ترددت أقاويل عن دراسة وزارة التربية والتعليم تقليل سن رياض الأطفال إلى خمس سنوات بدلاً من خمس سنوات وتسعة شهور. وما يثير الاندهاش أن المدارس المصرية اليابانية التى تتوسع فيها الوزارة تقبل الطلاب فى الصف الأول الابتدائى من سن ست سنوات دون شرط الالتحاق برياض الأطفال فى أى مدرسة. وهنا لا بد أن نسأل: لماذا تتعنت المدارس التجريبية الرسمية فى قبول الأطفال وتضع شرط الالتحاق برياض الأطفال رغم أن الدستور المصرى لم يجعل من هذه المرحلة إلزامية؟ لماذا لا تهتم المدارس المصرية اليابانية بالالتحاق برياض الأطفال؟ لا بد من تحقيق مبدأ المساواة بين جميع المدارس التى تقع تحت إشراف وزارة التربية والتعليم.
وأخيرًا، فإن مرحلة رياض الأطفال هى أهم وأخطر مرحلة فى تعلم الطلاب. وهى المرحلة التى تؤهل الطلاب للانضباط المدرسى. أطالب الوزارة بجعل هذه المرحلة إلزامية ليتعين على الدولة توفير فصول لضمان التحاق الأطفال. وأطالب المسئولين بضرورة إضفاء البهجة والاستمتاع على بيئة التعلم فى الروضة بهدف تنمية دافعية التعلم لدى الأطفال والتى تحدد مدى نجاحهم فى جميع المراحل التعليمية.
سكرتير الهيئة الوفدية