رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

ليس أمتع من حكاية تدهشك، تدوخ مع أحداثها، وتسرح مع شخوصها، وتفر إليها من هموم وكآبات وجدال عقيم.

كُلما ضقت ذرعاً بـ«عك» الخريطة وضجيج النُخبة ومُهاترات المُسيسين وتلاسن المُتحزبين، كلما أهمنى الفساد المُنزرع كغابات اصطناعية ما بذرتها يد المولى، وإنما نفخ فيها إبليس من روحه، كُلما أزعجنى العُنف وأفزعنى الخوف وغزانى القلق على مستقبل أبنائى وأبنائهم وأجيال أخرى ستنبت فى أرض شائكة، وكُلما اهتزت ثقتى بالعدالة وانخدش ضميرى بتوسع الزور وتكدس الجهل وانتصار الباطل أهرب إليها. نصوص الأدب، موسيقى الروح، جنان الله فى أرضه، وخدر النفس الحائرة المُنكسرة.

تلذذت على مدى أيام بكتابات جيل جديد من الأدباء يحاول أن يرسم فناً أعمق ويخُط دروباً جديدة للرواية العربية. هو جيل أتشرف بالانتماء إليه وأفتخر.

من تلك الكتابات رواية بديعة كتبها الأديب الشاب طلال فيصل بعنوان «بليغ» ليقدم لنا جانباً جديداً من السيرة المختلطة بالخيال مستعرضاً أيام الموسيقار الرائع بليغ حمدى فى القاهرة وباريس متداخلة مع حكاية الإخوان فى مصر وتسلطهم على الحكم، ثم انسحاق الثورة فى تناغم زمنى رائع يؤكد أن الإبداع هو المواجهة المثلى للتطرف والإرهاب والاستبداد. رواية «بليغ» هى الثانية فى روايات السيرة التى يقدمها طلال فيصل بعد روايته عن نجيب سرور شاعر السياسة والبسطاء، وهى لون يستحق الاهتمام والانتباه من النقاد.

محمد عبدالنبى يقدم فى تجربة فريدة مجتمع المثليين فى مصر معيداً طرح السؤال إن كان هؤلاء منحرفين أم مرضى، وتقدم روايته «بيت العنكبوت» مغامرة محفوفة بالمخاطر وهو يصطدم بالمجتمع القلق المختبئ خلف أقنعة كاذبة للأخلاق والتدين.

أحمد مراد فى «أرض الإله» يقدم التاريخ الإنسانى بقراءة مغايرة. ليس ما تواتر وتكرر هو الملفت، وإنما تولد الدهشة من الاكتشافات الجديدة، لذا فقد قام بسرد حكاية النبى موسى وفرعون بقراءة أخرى تشير إلى أن فرعون ليس مصرياً، وأن أحمس شارك فى دحره وقتله، مقدماً تلك القراءة باعتبارها سراً خطيراً تآمر يهود العالم على إخفائه.

كتابات هيدرا جرجس هى الأخرى تمثل لوناً جديداً تتضافر فيه الحكايات الإنسانية بالحس الشعبى والسياسى، وإلى جوار هؤلاء يقدم مبدعون جدد أمثال حسن كمال فى «الأسياد» وأحمد الشريف فى «موسم الكبك» وأحمد عبدالمجيد فى «ترنيمة سلام» أفكاراً وألواناً جديدة تستحق الاحتفاء.

إننى أفتخر بأن جيلى قدم إلى الأدب المصرى الحديث أشرف العشماوى وأحمد مراد، وهشام الخشن، ومحمد صادق، وشيرين هنائى، مثلما قدمت الأجيال السابقة عباقرة وأفذاذاً فى مجال السرد والرواية، وأعتقد أن الأجيال القادمة تحمل إدهاشاً أكبر وإبداعاً أروع. والله أعلم.

[email protected]