عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما أقسم الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه كان ميسور الحال ومع ذلك فإن ثلاجته لم تر إلا المياه طيلة عشر سنوات كاملة!! تعجبت وتعجب معى الكثير بهذا القول والقسم معاً.

لقد كان السيد الرئيس يضرب المثل حين راح يطالب المصريين بالصبر من أجل برنامج الإصلاح الاقتصادى مخاطباً الشعب المصرى بتحمل تبعات برنامج الإصلاح اعتباراً من 3/11/2016 «تعويم الجنيه المصرى» وهكذا تحمل ومازال أبناء الوطن تبعات برنامج الإصلاح من جراء تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، ولكن للصبر حدود.

فليس من الجائز أو المعقول أن نجد شابة فى مقتبل العمر تذهب إلى الفرارجى أو صاحب حانوت الدجاج كى تشترى ورك فرخة وهى تحمل عشرة جنيهات، خمسة منها ورقية ومثيلاتها فضية، ويقوم عامل المحل بوزن ورك الفرخة ويتم تقدير ثمنه بأحد عشر جنيهاً، أى أن البنت مدينة لصاحب المحل بجنيه لم تستطع دفعة أو الوفاء به لعدم اكتمال السعر الإجمالى لديها.

ثم كانت فتاة أخرى تحمل فى يدها مائة جنيه وتريد شراء وركين كاملين فى نفس اللحظة وقام على أثر هذا عامل المحل بوزن وركين آخرين لهذه الشابة الأخرى بقيمة إجمالية مقدارها أربعة وعشرون جنيهاً وأعطاها باقى الورقة. تعجبت وتساءلت ما هو عدد الأسرتين؟!

فإذا كان متوسط الأسرة المصرية صغيرة الحجم «الأسرة النووية» خمسة أفراد.. فما هو مقدار البروتين الذى يكفى لشخص متوسط السن فى العمر من وزن ورك الفرخة فى الحالة الأولى أو من الوركين فى الحالة الثانية.. إن روشتة الإصلاح يدفعها الفقراء من جيوبهم وصحتهم العامة وسعادتهم المحدودة.. والتساؤل المشروع فى تساوى المواطنين فى الحقوق والواجبات دستورياً.

ولكن فى الواقع هناك من يحصلون على رواتب وبدلات وحوافز ما أنزل الله بها من سلطان، وهناك آخرون يبحثون عن ورك فرخة لأن دخولهم محدودة وفى المقابل من يستمتع بالنعيم والخيرات، وببساطة شديدة إن المواطن الفقير غير القادر يسدد الضرائب للخزانة العامة على دخله إذا كان له دخل فى الأصل!!

إن هذه الواقعة وغيرها من الوقائع الاجتماعية تؤكد أن هناك فوضى أخلاقية فى المجتمع المصرى لأن هناك من يملك وهناك من لا يملك، وهذا التفاوت فى الرزق والدخل لا يرجع إلى القدرات والمواهب الخاصة والمهارات لاختلاف الشهادات، ولكن هذا الاختلاف يرجع إلى أنانية ونرجسية فى الشخصية المصرية، لأن من يمتلك القرار السياسى عليه أن يراجع جدول الأجور غير العادل والظالم، وكذلك التشريعات غير العادلة التى أفرزت فى المجتمع المصرى طبقتين لا ثالث لهما.. الأولى صاحبة الجاه والنفوذ والسلطان والأخرى تابعة وخادمة وخانعة للأولى مع أن الأصل فى الأشياء الإباحة والمساواة ولكن من أسف العنصر البشرى هو الذى أفرز الطبقية واللامساواة.. فهذا أخى هايص والآخر لايص.. الأول مدعوم والآخر مدعوك.. الأول يعيش فى قصور وشاليهات وفيلات ويمتلك أفخر السيارات والملابس والعطور والنساء، والآخر يبحث فى سلات القمامة ويرتدى أردأ الثياب ويعيش فى أفقر العشوائيات.

هل تصدقنى القول يا رئيس الجمهورية فيما أقول أم تخالفنى وتصدق مستشارى السوء بأن لهذا المواطن الثانى شاليهات وسيارة فارهة وزوجة غنية وأبناء يدرسون فى مدارس وجامعات أجنبية؟